1. الرئيسية
  2. التوحيد لابن خزيمة
  3. باب ذكر البيان أن النار إنما تأخذ من أجساد الموحدين وتصيب منهم على قدر ذنوبهم وخطاياهم وحوباتهم
صفحة جزء
77 - ( 547 ) : الذي ثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا يحيى ، ويزيد بن هارون ، قالا : ثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي بكر بن عمارة ، بن رويبة ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها حرمه الله على النار " ، فقال رجل من أهل البصرة ، وأنا سمعته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

[ ص: 828 ] قال أبو بكر : قد أمليت طرق هذا الخبر في كتاب المختصر من كتاب الصلاة ، مع أخبار النبي - صلى الله عليه وسلم : (من صلى الصبح فهو في ذمة الله) ، وكل عالم يعلم دين الله وأحكامه يعلم أن هاتين الصلاتين لا يوجبان الجنة مع ارتكاب جميع المعاصي أيضا ، وأن هذه الأعمال لذلك إنما رويت على ما بينا في كتاب الإيمان ، إنما رويت في فضائل هذه الأعمال كذلك ، إنما رويت أخبار النبي - صلى الله عليه وسلم : " من قال لا إله إلا الله دخل الجنة " .

فضيلة لهذا القول ، لا أن هذا القول كل الإيمان . ولئن جاز لجاهل أن يتأول أن شهادة أن لا إله إلا الله جميع الإيمان ، إذ النبي صلى الله عليه وسلم خبر أن قائلها يستوجب الجنة ويعاذ من النار ، لم يؤمن أن يدعي جاهل معاند أيضا أن جميع الإيمان القتال في سبيل الله ، فواق ناقة ، فيحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من قاتل في سبيل الله فواق ناقة دخل الجنة) .

[ ص: 829 ] كاحتجاج المرجئة بقول النبي - صلى الله عليه وسلم : " من قال لا إله إلا الله دخل الجنة " .

ويقول معاند آخر جاهل : إن الإيمان بكماله الماشي في سبيل الله حتى تغبر قدما الماشي ، ويحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله على النار " . وبقوله : (لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخرى رجل مسلم أبدا) . [ ص: 830 ] ويدعي جاهل آخر أن الإيمان عتق رقبة مؤمنة ، ويحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أعتق رقبة مؤمنة أعتقه الله بكل عضو منه عضوا من النار " . ويدعي جاهل آخر أن جميع الإيمان البكاء من خشية الله تعالى ، ويحتج بقول النبي - صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل النار من بكى من خشية الله تعالى " . ويدعي جاهل آخر أن جميع الإيمان صوم يوم في سبيل الله ، ويحتج بأن النبي - صلى الله عليه وسلم قال : " من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا " . ويدعي جاهل آخر أن جميع الإيمان قتل كافر ، ويحتج بقول النبي - صلى الله عليه وسلم : " لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا " .

[ ص: 831 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية