صفحة جزء
3 - ( 595 ) : حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، قال : ثنا عمرو بن حماد ، - يعني ابن طلحة القناد - قال : ثنا أسباط - وهو ابن نصر الهمداني عن السدي ، عن أبي مالك ، عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود ، عن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات . . .

[ ص: 887 ] قال : إن الله تبارك وتعالى كان عرشه على الماء ، ولم يخلق شيئا غير ما خلق (قبل) الماء ، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء فسما عليه فسماه سماء ، ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة ، ثم فتقها فجعلها سبع أراضين في يومين في الأحد والاثنين فخلق الأرض على حوت ، والحوت هو النون الذي ذكره الله عز وجل في القرآن بقوله : ن والقلم . والحوت في الماء ، والماء على (ظهر) صفاة ، والصفاة على ظهر ملك ، والملك على الصخرة ، والصخرة في الريح ، وهي الصخرة التي ذكر لقمان ليست في السماء ولا في الأرض ، فتحرك الحوت ، فاضطربت ، فتزلزلت الأرض ، فأرسى عليها الجبال ، فقرت ، فالجبال تفخر على الأرض فذلك قوله تعالى : {جعل لها رواسي أن تميد بكم} . . . وخلق الجبال فيها وأقوات أهلها وشجرها وما ينبغي لها في يومين ، في الثلاثاء والأربعاء ، فذلك حين يقول : أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها .

[ ص: 888 ] يقول : أنبت أشجارها وقدر فيها أقواتها لأهلها في أربعة أيام سواء للسائلين ، يقول : من سأل فهكذا الأمر ، ثم استوى إلى السماء وهي دخان ، وكان ذلك الدخان من تنفس الماء حين تتنفس ، فجعلها سماء واحدة ، ثم فتقها فجعلها سبع سماوات في يومين في الخميس والجمعة . وإنما سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه (خلق) السماوات والأرض .

التالي السابق


الخدمات العلمية