صفحة جزء
5 - ( 600 ) : حدثنا علي بن خشرم ، قال : أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن عمارة - وهو ابن عمير - عن عبد الرحمن بن يزيد قال : قال عبد الله : كنت مستترا بأستار الكعبة ، قال : فجاء ثلاثة نفر كثير شحم بطونهم ، وقليل فقه قلوبهم ، قرشي وختناه ، ثقفيان أو ثقفي وختناه قرشيان ، قال : فتكلموا بكلام لم أفهمه فقال أحدهم : أترون الله يسمع كلامنا هذا ، قال : فقال الآخر : أرى أنا إذا رفعنا أصواتنا سمعه ، (وإذا لم نرفعها لم يسمعه ، فقال الآخر : إن سمع منه شيئا سمعه كله) ، فقال عبد الله : فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله عز وجل : وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم إلى آخر الآية . " .

[ ص: 892 ] قال أبو بكر : في خبر ابن مسعود الذي أمليته في كتاب الجهاد ، في قوله : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء في الجنة ، فيطلع إليهم ربك اطلاعة ، فقال : هل تشتهون شيئا فأزيدكموه ؟ ، (وكل من له) فهم بلغة العرب يعلم أن الاطلاع إلى الشيء لا يكون إلا من أعلى إلى أسفل ، ولو كان كما زعمت الجهمية أن الله مع الإنسان وأسفل منه وفي الأرض السابعة السفلى ، كما هو في السماء السابعة العليا ، لم يكن لقوله : (فيطلع إليهم ربك اطلاعة . . ) ، معنى .

التالي السابق


الخدمات العلمية