أحكام القرآن الكريم للطحاوي

الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

صفحة جزء
ولم يبين لنا - عز وجل - في هذه الآية ما الذي تؤدى به هذه الطهارة في الوضوء والغسل ؟ وبين لنا في غيرها من كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال في كتابه : ( وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) ، فكان ذلك على ماء السماء وهو المطر .

ثم التمسنا حكم ماء الأرض ، فوجدنا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تنازعوا فيه ، فجعله بعضهم كماء السماء تؤدى به الفرائض في الطهارات كما تؤدى بماء السماء ، ولم يجعله بعضهم كذلك ، ومنع أداء الفرائض به ، فمن ذلك ما روي عن ابن عمر فيه .

56 - حدثنا يزيد بن سفيان ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثنا أبي ، عن قتادة ، عن عقبة بن صهبان ، عن ابن عمر ، قال : " الصعيد أحب إلي منه ، يعني : ماء البحر " ومن ذلك ما روي عن ابن عمرو بن العاص فيه :

57 - حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : حدثنا حجاج ، قال : قال حدثنا حماد ، عن قتادة ، عن أبي أيوب ، عن عبد الله بن عمرو ، أنه قال : " سبعة أبحر وسبعة أنهر لا يجزين من جنابة ولا من طهور " .

وخالفهما في ذلك ابن عباس :

58 - فحدثنا يزيد بن شناب ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثنا أبي ، عن قتادة ، عن موسى بن سلمة ، وكريب ، وعكرمة ، عن ابن عباس ، أنه كان يقول : " هما البحران لا يضرك بأيهما توضأت " .

التالي السابق


الخدمات العلمية