أحكام القرآن الكريم للطحاوي

الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

صفحة جزء
وأما ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خرص ثمار خيبر فإن عبيد [ ص: 347 ] بن محمد البزار .

716 - حدثنا ، قال : حدثنا أحمد بن صالح ، قال : حدثنا عبد الرازق ، قال : أخبرنا ابن جريج ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها ، أنها قالت وهي تذكر شأن خيبر : " فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعث ابن رواحة إلى اليهود ، فيخرص النخل حين تطيب أول الثمر قبل أن يؤكل منه ، ثم يخير يهود أيأخذه بذلك الخرص أم يدفعونه إليهم بذلك ؟ .

وإنما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بالخرص ، لكي تحصى الزكاة قبل أن يؤكل الثمر أو يفرق " ولا نعلم أحدا رفع هذا الحديث عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها غير ابن جريج ، وقد وقفنا على فساده من حديثه كما :

717 - حدثنا أحمد بن شعيب ، قال : حدثنا إسحاق بن راهويه ، قال : حدثنا عبد الرازق ، عن ابن جريج ، قال وأخبرت ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة ، ثم ذكر هذا الحديث فأما سائر أصحاب الزهري سواه فأوقفوه على ابن شهاب ولم يتجاوزوه ، فمن ذلك ما :

718 - حدثنا يونس ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، قال ابن شهاب : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعث ابن رواحة ، فيخرص ثمر النخل حتى يطيب أول شيء منها قبل أن يؤكل أول شيء منها ، ثم يخير اليهود يأخذونها بذلك الخرص ، أو يدفعونها ، لأنه قال ابن شهاب : وإنما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره بالخرص لكي تحصى الزكاة قبل أن يؤكل الثمر أو يفرق ، فكانوا على ذلك " .

وقد روي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعثته ابن رواحة إلى خيبر في خرص ثمرها ما :

719 - حدثنا أحمد بن داود ، قال : حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أعطى يهود خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع ونخل ما بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، " .

قال : فكان ابن رواحة يأتيهم في كل عام ، فيخرصها عليهم ، ثم يضمنهم الشطر ، [ ص: 348 ] فشكوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرصه ، وأرادوا أن يرشوه .

قال : فأعد الله أن تطعمونني السخت ، والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إلي ، وأنتم أبغض إلي من عديدكم من القردة والخنازير ، ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه أن لا أعدل عليكم .

قال : فقالوا : يا ابن رواحة ، بهذا قامت السماوات والأرض .


ففي حديث ابن عمر - رضي الله عنه - هذا أن ابن رواحة كان يضمن اليهود الشطر الذي كان للمسلمين من الثمار ، وفيه أنه كان يخرص عليهم الزرع كما يخرص عليهم النخل .

التالي السابق


الخدمات العلمية