أحكام القرآن الكريم للطحاوي

الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

صفحة جزء
كتاب الصيام والاعتكاف من أحكام القرآن

[ ص: 394 ] [ ص: 395 ] تأويل قول الله - عز وجل - : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم ) إلى قوله : ( فعدة من أيام أخر )

قال الله - عز وجل - : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات ) ثم قال : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) .

فأخبر - عز وجل - في هذه الآية أنه كتب الصيام على من كان قبلنا كما كتبه علينا ، ثم أخبر - عز وجل - أنه أيام معدودات ولم يبينها لنا ، - عز وجل - ، أي أيام هي ؟ ولا ما عددها في هذا الموضع ؟ ثم بينها لنا - عز وجل - في غير هذا الموضع من كتابه على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - مما سيأتي به عند ذكر موضعه من هذا الكتاب .

ثم قال - عز وجل - : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) ، فكان هذا من المتشابه المختلف في المراد به ما هو ؟ .

فذهب ذاهبون إلى أن من دخل عليه شهر رمضان وهو في أهله ، فقد صار ممن شهد الشهر ، ووجب عليه الصوم ، ولم يكن له بعد ذلك أن يفطر ، وإن سافر سفرا ودخل عليه شهر رمضان وهو فيه ، كان له أن يفطر . ورووا ذلك عن علي بن أبي طالب .

818 - حدثنا فهد بن سليمان ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن محمد بن سيرين ، عن عبيدة ، عن علي - رضي الله عنه - ، قال : " من أدركه الصوم وهو مقيم ، ثم سافر فقد لزمه الصوم " . ألا ترى أن الله - عز وجل - ، يقول : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية