أحكام القرآن الكريم للطحاوي

الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

صفحة جزء
وقد روي عن عائشة إنكارها على من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الشهر تسع وعشرون " ، مما روي عنه من ذلك وإخبارها أن قوله في ذلك إنما كان غير هذا اللفظ .

992 - حدثنا الربيع المرادي ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : حدثني ابن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : وقولهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ ص: 446 ] قال : " إن الشهر تسع وعشرون " ، ولا والله ما كذلك قال ، أنا والله أعلم بما قال في ذلك ، إنما قال حين هجرنا : " لأهجركن شهرا " فجاء حين ذهبت تسع وعشرون ليلة ، فقلت : يا نبي الله ، إنك أقسمت شهرا ، وإنما غبت عنا تسعا وعشرين ليلة ؟ فقال : " إن شهرنا هذا كان تسعا وعشرين ليلة " .

وقد روي عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عدد الشهر ما :

993 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا هارون بن إسماعيل الخزاز ، قال : أخبرنا علي بن المبارك ، قال : حدثني ابن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة حدثه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن الشهر يكون تسعا وعشرين ، ويكون ثلاثين ، فإذا رأيتموه فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا ، فإن غم عليكم فكملوا العدة " فدل قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن الشهر قد يكون مرة تسعا وعشرين ، وقد يكون مرة ثلاثين ، ولم يخص بذلك شهورا بأعيانها من سائر الشهور .

فدل ذلك على أن كل شهر من الشهور قد يكون تسعا وعشرين ، ويكون ثلاثين ، وثبت بذلك أن مراده صلى الله عليه وسلم بقوله : " شهرا عيد لا ينقصان : رمضان وذو الحجة " ، إنه ليس على نقصان العدد ، ولكنه على نقصان الأحكام .

ولم يبين لنا عز وجل على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - الوقت الذي نعتد فيه بالهلال للصوم أو للفطر ، ولا أنه هو الهلال الذي يرى في النهار ، أو هو الهلال الذي يرى في الليل ؟ .

التالي السابق


الخدمات العلمية