أحكام القرآن الكريم للطحاوي

الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

صفحة جزء
فأما ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قصد بقوله : " إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها " ، الليل دون النهار ، فإن أبا بكرة :

1051 - حدثنا ، قال : حدثنا مؤمل بن إسماعيل ، قال : حدثني سفيان ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " ائذنوا للنساء بالليل " ، فقال : إن ابن عمر لا يأذن لهن ، يتخذنه دغلا ، قال ابن عمر : تسمعني أقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ائذنوا لهن " وتقول لا نأذن لهن .

1052 - فإن نصر بن مرزوق حدثنا ، قال : حدثنا أسد ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن إبراهيم بن المهاجر ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ائذنوا للنساء فليصلين في المساجد بالليل " .

1053 - وإن يونس حدثنا ، قال : حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها " يعني : بالليل .

هكذا في الحديث ، فإن محمد بن سليم الواسطي :

1054 - حدثنا ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي ، قال : حدثنا حنظلة ، عن سالم ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا استأذنتكم نساؤكم إلى المسجد بالليل فأذنوا لهن " [ ص: 467 ] .

وفي قصد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك إلى الليل دليل على أن حكم النساء في الخروج إلى المساجد فيه خلاف حكمهن في الخروج إلى المساجد بالنهار . وقد روي عن زينب امرأة ابن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك ما :

1055 - حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، قال : حدثني ابن عجلان ، قال : حدثني بكير بن الأشج ، عن بشر بن سعيد ، عن زينب امرأة ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تمسن طيبا " .

1056 - حدثنا يونس ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن عجلان ، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج ، عن بشر بن سعيد ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر زينب امرأة ابن مسعود ، قال : " إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تمسن طيبا " .

فاختلف سفيان ، ويحيى في بكير ، ويعقوب .

فقصد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك إلى صلاة العشاء والمرأة النهي عن الطيب في النهار أحوج . فدل ذلك أنه لم يكن أباح لهن شهود الصلوات في الجماعات إلا في الليل دون النهار ، إذ كن يخفين في الليل ما لا يخفين في النهار .

التالي السابق


الخدمات العلمية