أحكام القرآن الكريم للطحاوي

الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

صفحة جزء
[ ص: 5 ] [كتاب الحج - المناسك] [ ص: 6 ] [ ص: 7 ]

تأويل قوله تعالى : ( إن أول بيت وضع للناس ) . الآية

قال الله عز وجل : ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ، ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) .

ففرض الله عز وجل على ذوي الاستطاعة للسبيل حج البيت الذي ببكة
المذكور في هذه الآية . وكانت هذه الآية من المحكم الموقوف أنه عز وجل لم يبين لنا في هذه الآية الوقت الذي يكون فيه ذلك الحج الذي افترضه على ذوي الاستطاعة لذوي السبيل من عباده . وبينه لنا في غيرها بقوله عز وجل ( الحج أشهر معلومات ) .

1108 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال حدثنا أبو عامر العقدي ، عن سفيان الثوري ، عن خصيف ، عن مقسم ، عن ابن عباس ( الحج أشهر معلومات ) قال : شوال ، وذو القعدة وعشر من ذي الحجة .

1109 - حدثنا محمد بن خزيمة ، قال حدثنا حجاج بن المنهال ، قال حدثنا حماد بن سلمة ، عن عبيد الله بن عمر ، عن ابن عمر قال : شوال ، وذو القعدة ، وذو الحجة .

قال أبو جعفر : ومعنى قول ابن عباس وقول ابن عمر في هذا معنى واحد . وإنما يريد ابن عمر بقوله " وذو الحجة " ما فيه الحج من ذي الحجة ، وهو كما قال ابن عباس . وهذا قول أهل العلم جميعا ، لا يختلفون فيه .

وكان السبيل المذكور في هذه الآية : هو الوصول إلى البيت المفترض الحج إليه .

هذا أيضا مما لا اختلاف بين أهل العلم فيه . وهو كقوله عز وجل في حكايته عمن حكى .

[ ص: 8 ] عنه : ( هل إلى مرد من سبيل ) أو ( فهل إلى خروج من سبيل ) أي إلى مرد أو إلى خروج من وصول .

التالي السابق


الخدمات العلمية