أحكام القرآن الكريم للطحاوي

الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

صفحة جزء
وقد روي في السعي في بطن المسيل أيضا عن غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، منهم الزبير بن العوام رضي الله عنه كما :

1362 - قد حدثنا محمد بن خزيمة ، قال حدثنا حجاج ، قال حدثنا حماد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن الزبير بن العوام رضي الله عنه كان يولي ما بينهما شدا ، وكان عروة لا يسعى إلا واحدة .

ومنهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كما :

1363 - قد حدثنا محمد بن خزيمة ، قال حدثنا حجاج ، قال حدثنا فضيل بن عياض ، عن منصور بن المعتمر ، عن شقيق ، عن مسروق ، قال : قدمت مكة معتمرا ، فذكر لي أن عائشة وابن مسعود قدما معتمرين قال : فحيرت أيهما أتبعه وأرمقه ، وأفعل كما يفعل ؟ فأتيت أم المؤمنين ، فسلمت عليها ، ثم أتيت عبد الله ، فدخل المسجد ، فرمل ثلاثا ، ومشى أربعا على هيئته ، ثم أتى المقام ، فصلى ركعتين ، ثم رجع إلى الحجر فاستلمه ، ثم رجع إلى الصفا ، فقام عليها مستقبل الكعبة ، فجعل يلبي ، فقلت : إن ناسا من أصحابنا ينهون عن التلبية ، فقال : أنا آمرك بها ، إنما التلبية استجابة استجاب بها موسى صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل ، ثم نزل ، فمشى حتى أتى الوادي ، فسعى ، فجعل يقول : رب اغفر وارحم ، إنك أنت الأعز الأكرم ، ثم مشى حتى أتى المروة ، فقام عليها فحسبه قال : ففعل مثل ذلك ، فطاف بينهما سبعا .

والسعي في بطن المسيل فمؤكد بما قد ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفعاله وأقواله ، ومن أفعال أصحابه رضي الله عنهم من بعده ، فلا ينبغي تركه .

فإن قال قائل : فقد رويت عن ابن عمر في حديث كثير ما رويت ؟ قيل له : قد روينا في حديث بكر بن عبد الله ، عنه ، خلاف ذلك وفي حديث بكر أن عبد الله بن عمر لم [ ص: 120 ] يكن عنده حقيقة ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من عمر رضي الله عنه في ذلك ، ومع جابر بن عبد الله ، وحبيبة حقيقة ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك من أفعاله ، ومع حبيبة ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك من قوله وهذا قول أهل العلم جميعا سوى عبد الله بن عمر ، لا نعلم بينهم في ذلك اختلافا .

التالي السابق


الخدمات العلمية