أحكام القرآن الكريم للطحاوي

الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

صفحة جزء
وكذلك كان أبو حنيفة ، وأبو يوسف ، ومحمد بن الحسن يذهبون إليه في عرنة ، أنها مما يجب على الحاج أن يرتفعوا عنه في وقوفهم بعرفة كما قد حدثنا سليمان بن شعيب ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن ، عن أبي يوسف ، عن أبي حنيفة ، وعن أبيه ، عن محمد ، عن أبي [ ص: 136 ] يوسف ، وعن أبيه ، عن محمد وكذلك كان مالك بن أنس يحكيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منقطعا بلا إسناد نذكره فيه كما :

1391 - قد حدثنا يونس ، قال أخبرنا ابن وهب ، أن مالك بن أنس ، حدثه أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : عرفة كلها موقف ، وارتفعوا من بطن عرنة .

غير أنا وجدنا حرفا قد روي في ذلك عن عمرو بن معدي كرب كما :

1392 - قد حدثنا أبو أمية ، قال حدثنا محمد بن زياد بن زياد الكلبي ، قال حدثنا شرقي بن قطامي ، عن أبي طلق العائذي ، عن شراحيل بن القعقاع ، قال : سمعت عمرو بن معدي كرب ، يقول : كل عشية عرفة ببطن عرنة نتخوف أن يتخطفنا الجن ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخبروا إليهم ، فإنهم إن أسلموا إخوانكم .

فهذا يحتمل أن يكون أبيح للناس الوقوف كان ببطن عرنة لما كانوا يخافون في الوقوف فيما بعده من عرفة من الجن ، حتى أمنوا من ذلك ، فأمرهم رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم أن يصيروا من عرفة سوى عرنة إلى حيث أمنوا فيه من الجن .

وقد يجوز أيضا أن يكون ما روى علي بن أبي طالب ، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من قوله " عرفة موقف " بلا استثناء ، كان في حال خوف الناس من الجن ، ثم استثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك من عرفة بطن عرنة لما أسلم الجن الذين كانوا هناك ، فأمنهم الناس .

التالي السابق


الخدمات العلمية