أحكام القرآن الكريم للطحاوي

الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

صفحة جزء
ثم قال عز وجل : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) فالمراد بذلك - والله أعلم - أنه من يتق الله فيطلق كما أمره يكن له مخرجا بالرجعة التي قد جعلها الله عز وجل له وقد روي عن ابن عباس ما :

1813 - قد حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال حدثنا وهب ، قال حدثنا شعبة ، عن ابن أبي نجيح ، وحميد الأعرج ، عن مجاهد ، أن رجلا ، قال لابن عباس : رجل طلق امرأته مائة ؟ فقال : أغضبت ربك ، وبانت منك امرأتك ، لم تتق الله فيجعل لك مخرجا قال الله عز وجل : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) وقال عز وجل : (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن) .

1814 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال حدثنا أبو حذيفة ، قال حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، قال : جاء رجل إلى ابن عباس ، فقال : إن عمي طلق [ ص: 331 ] امرأته ثلاثا فقال إن عمك عصى الله فآثمه ، وأطاع الشيطان ، فلم يجعل له مخرجا .

وفي ذلك ما دل على ما ذكرنا في ذلك فيما تقدم .

وأما قوله عز وجل : ( واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن ) فأما اللائي يئسن من المحيض فمن النساء القواعد اللائي قد خرجن عن المحيض فصرن من غير أهله ، ويئسن منه ، ولا يكون موئسا من شيء من يرجوه ، فدل ذلك على أنه أريد بذلك انقطاع الحيض ، وارتفاع الرجاء فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية