أحكام القرآن الكريم للطحاوي

الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

صفحة جزء
تأويل قوله تعالى : ( والذين يظاهرون من نسائهم ) الآية .

( ثم يعودون لما قالوا ) ، إلى آخر القصة التي ذكر الله عز وجل في ذلك .

روي أن السبب الذي كان في نزول هذه الآية ما :

1953 - حدثنا محمد بن خزيمة ، قال حدثنا حجاج ، قال حدثنا يزيد بن زريع ، قال حدثنا داود ، عن أبي العالية ، قال : كانت امرأة من الأنصار يقال لها : خويلة ابنة دليج ، أتت النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة تغسل رأسه ، وزوجها قد طالت صحبتها إياه ، وذكرت أنها جعلها عليه كظهر أمه ، .

قال : قد حرمت عليه . قالت : أشكو إلى الله ، (
والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ) ، ( والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ) ، أتستطيع أن تعتق رقبة ؟ قال : لا قال : ( فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ) [ ص: 390 ] أتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لو أني لم آكل في اليوم ثلاث مرات كاد أن يغشى بصري .

قال : ( فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ) ، أتستطيع أن تطعم ستين مسكينا ؟ قال : لا ، إلا بعون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأعانه .


1954 - حدثنا ابن أبي مريم ، قال حدثنا الفريابي ، قال حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن يزيد بن زيد ، في قوله : ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ) ، قال : هي خولة ابنة صامت ، كان زوجها مريضا فدعاها فلم تجبه ، فقال : أنت علي كظهر أمي ، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية : ( فتحرير رقبة ) ، قال : لا أجد قال : فصوم شهرين متتابعين ؟ . قال : لا أستطيع قال : فإطعام ستين مسكينا ؟ . قال : بالله ما عندي إلا أن تعينني فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر صاعا ، فقال : لا أجد بالمدينة أحدا أحوج إليه مني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلها أنت وأهلك .

1955 - حدثنا يوسف بن يزيد ، قال حدثنا حجاج بن إبراهيم ، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن محمد بن أبي حرملة ، عن عطاء بن يسار ، أن خولة ابنة ثعلبة كانت تحت أوس بن صامت ، فتظاهر منها ، وكان به لمم ، فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت إن أوس بن صامت ظاهر منها ، فذكرت أن به لمما ، فقالت : والذي بعثك بالحق ، ما جئتك إلا رحمة له ، إن له في منافع ، فأنزل الله عز وجل القرآن فيهما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مريه فليعتق رقبة . قالت : والذي بعثك بالحق ما عنده رقبة ، ولا يملكها قال : مريه فليصم شهرين متتابعين . قالت : والذي بعثك بالحق [ ص: 391 ] لو كلفته ثلاثة أيام ما استطاع ، وكان الحر قال : مريه فليطعم ستين مسكينا . قالت : والذي بعثك بالحق ما يقدر عليه قال : مريه فليذهب إلى فلان فقد أخبرني أن عنده شطر وسق ، فليأخذه صدقة عليه ، ثم يتصدق به على ستين مسكينا .

1956 - حدثنا محمد بن علي بن داود ، قال حدثنا أبو نعيم ضرار بن صرد الطحان الكوفي ، قال حدثنا عبد الله بن إدريس ، عن محمد بن إسحاق ، عن معمر بن عبد الله بن حنظلة ، عن يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن خولة ، أن زوجها ظاهر منها ، فأراد أن يجامعها ، فأبت عليه ، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت آية الظهار ، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم أن يكفر قبل أن يواقع بخمسة عشر صاعا على ستين مسكينا .

فهذا الذي روي في أمر أوس بن حجر وفي تظاهره .

التالي السابق


الخدمات العلمية