أحكام القرآن الكريم للطحاوي

الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

صفحة جزء
ولما اختلفوا في هذا التأويل الذي ذكرنا هذا الاختلاف ، طلبنا الوجه فيه من كتاب الله - عز وجل - ، فوجدنا الله - عز وجل - قد قال في كتابه : ( رجال يحبون أن يتطهروا ) [ ص: 131 ] وروي في تأويل ذلك ما :

180 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، عن سفيان ، عن يونس بن حباب ، عن عبد الرحمن بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، أن أهل قبا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكروا له الاستنجاء بالماء ، فقال : " إن الله قد أثنى عليكم فدوموا ( رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ) .

181 - حدثنا ابن أبي مريم ، قال : حدثنا الفريابي ، قال : حدثنا مالك بن مغول ، قال : سمعت سيارا أبا الحكم يذكر ، عن شهر بن حوشب ، عن محمد بن عبد الله بن سلام ، قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على أهل قباء ، قال : " إن الله - عز وجل - قد أثنى عليكم في الطهور خيرا ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا ) أفلا تخبرونني ؟ " فقالوا : يا رسول الله ، إنا نجده مكتوبا علينا في التوراة الاستنجاء بالماء .

فدل ذلك على أن الطهارة المذكورة في الآية الأولى هي هذه الطهارة المذكورة في هذه الآية الأخرى .

182 - حدثنا إسماعيل بن إسحاق بن سهل ، قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا صدقه ، قال : حدثنا عيينة بن أبي حكيم ، قال : حدثني طلحة بن نافع ، قال : حدثني أبو أيوب الأنصاري ، وجابر بن عبد الله ، وأنس بن مالك ، أن هذه الآية لما أنزلت ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا ) الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا معشر الأنصار ، إن الله - عز وجل - قد أثنى عليكم خيرا في الطهور فما طهوركم ؟ " قالوا : نتوضأ للصلاة ، ونغتسل من الجنابة ، ونستنجئ بالماء قال : " هو ذاك فعليكموه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية