مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها

الخرائطي - محمد بن جعفر بن سهل السامري الخرائطي

صفحة جزء
444 - حدثنا عمر بن شبة ، حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، عن شعبة ، قال : سمعت يحيى بن عبد الله الجابر ، يقول : سمعت أبا ماجد ، يقول : كنت قاعدا مع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " إذ جاءه رجل ، فقال : هذا نشوان فقال عبد الله : ترتروه واستنكهوه ، فوجدوه نشوان ، فحبسه حتى ذهب سكره ، ثم دعا بسوط ، فكسر ثمره ، ثم قال : اجلد ، وارفع يدك ، وأعط كل عضو حقه قال : فجلده وعليه قباء أو قرطق ، فلما فرغ قال : ما أنت منه ؟ قال : عمه ، أو ابن أخي [ ص: 151 ] فقال عبد الله : ما أدبت ، فأحسنت الأدب ، ولا سترت الخزية ، إنه ينبغي لإمام إذا انتهى إليه حد أن يقيمه ، إن الله تعالى عفو يحب العفو ثم قرأ : وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ، ثم قال : إني لأذكر أول رجل قطعه النبي صلى الله عليه وسلم ، أتي بسارق ، فأمر بقطعه ، فكأنما أسف وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا رسول الله ، كأنك كرهت قطعه قال : وما يمنعني ؟ لا تكونوا عونا للشيطان على أخيكم ، إنه ينبغي للسلطان إذا انتهى إليه حد أن يقيمه ، إن الله تبارك وتعالى عفو يحب العفو وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية