صفحة جزء
1148 - 68 حدثنا إبراهيم بن محمد السني ، حدثنا محمد بن علي بن العباس المروزي ، عن علي بن سهل بن المغيرة ، حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي ثمامة الأنصاري ، حدثنا أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي ، قال : " أصاب جارية عجمية شيء من أهل الأرض ، فكانت تسقط ، قال أحمد بن نصر : فقلت له : يا هذا ، عمدت إلى جارية لنا فآذيتنا بأذاك إياها ، قال : فتكلمت الجارية بكلام فصيح ، قال أحمد بن نصر : إنما أراد سفيه من سفهائنا أن يدخل فيها ، فمنعته بدخولي ، وأنا خارج عنها ، ولست أعود ، ولكن يا أحمد ، إذا قمت بالليل تريد الوضوء للصلاة فلا تضع يدك على الحائط ، فإنك تضعها على بعضنا ، فتؤذينا ، ومر أختك فلانة لا تنكشف بالليل ، قال : فقلت له : قد أوليتنا معروفا ، فعلمنا شيئا نحترز به منكم ، قال : ائتوني بداوة وقرطاس ، فقال : علي بداوة وقرطاس ، قال : اكتب : " الحمد لله الذي رفع [ ص: 1694 ] السماء ، ووضع الأرض ، ونصب الجبال ، وأجرى البحار ، وأظلم الليل ، وأضاء النهار ، وخلق ما يرى وما لا يرى ، لم يحتج فيه إلى عون أحد من خلقه ، وفرق الأديان ، فجعل أخص الأديان الإسلام ، فسبحانك ! ما أعظم شأنك لمن تفكر في قدرتك ، علوت بعلوك ، ودنوت بدنوك ، وقهرت خلقك بسلطانك ، فالمعادي لك منهم في النار ، والمذلل لك نفسه منهم في الجنة ، أمرت بالدعاء ، وضمنت الإجابة ، أنت القوي ، فلا أحد أقوى منك ، وأنت الرحيم ، فليس أحد أرحم منك ، رحمت يوسف ، فنجيته من الجب ، ورحمت يعقوب ، فرددت عليه بصره ، ورحمت أيوب ، فكشفت عنه بلاءه ، ورحمت يونس ، فنجيته من بطن الحوت ، أسألك ، وأرغب إليك ، فإنك مسؤول ، لم يسأل مثلك ، يا قاصم الجبابرة ، ويا ديان الدين الذي يحيي العظام وهي رميم ، ويا مجيب المضطرين ! قضيت لخلقك على أن يمروا على أدق من الشعر ، وأحد من السيف على وادي جهنم ، فأنقذت من شئت ، وأغرقت من شئت منهم في نار جهنم ، أنت ابتليت فلان ابن فلانة بهذه الأوجاع ، والأسقام ، والرياح ، وأنت القادر على الذهاب به ، فأذهب به يا أرحم الراحمين " ، ثم يقرأ بعدما تكلم بهذا الدعاء : ( ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء ) إلى قوله : ( فهم لا يعقلون ) ، ( اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء ) إلى قوله : ( الرازقين ) ، ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) إلى قوله : ( سبيلا ) ، ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ) [ ص: 1695 ] إلى آخر السورة ، ( فحملته فانتبذت به مكانا قصيا ) إلى قوله سبحانه : ( إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ) ، ثم يقرأ : ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض ) إلى قوله : ( من المحسنين ) ، ثم تعمد إلى كوز حديد فيه ماء عذب ، وتدعو بهذه الدعوات ، وتقرأ هذا القرآن في الكوز ، وتستأمن به النظر والجنون ، ومن كان به شيء من أهل الأرض ، فتسقيه جرعة ، وجرعتين ، ثم تأخذ كفا من ذلك الماء ، فتنضح به وجهه ، فإنه يذهب ما به عنه بإذن الله تعالى عز وجل إن شاء الله تعالى " .

التالي السابق


الخدمات العلمية