صفحة جزء
337 - 32 حدثني عبد الله بن سلم ، عن أحمد بن محمد بن غالب ، حدثنا محمد بن إبراهيم بن العلاء ، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم ، قال : [ ص: 754 ] حدثني عبد الصمد ، عن وهب رحمه الله تعالى ، قال : " ثم إن الله عز وجل أراد أن يخلق حملة العرش ، فقال : كن ، فكون من الملائكة بعدد القطر ، والمطر ، والشجر ، والورق ، وكل رطب ، ويابس في بر أو بحر ، ولم يكن هنالك قطر ، ولا مطر ، ولا شجر ، ولا ورق ، ولا رطب ، ولا يابس ، ولا سماء ، ولا أرض ، ولا خلق مخلوق ، ولا أجل معدود ، ولا رزق يقوت ، ولا شمس ، ولا قمر ، ولا نجم يزهر ، ولا ليل داج ، ولا نهار ذات أبراج ، ولكن كان في علمه المحيط أن سيخلق ذلك كله ، بما جرى في اللوح ، وكتبه القلم ، وملائكة متراصة أقدامهم ، متلازقة أكتافهم ، مصطكة مناكبهم ، ثم قال لهم : أقلوا العرش ، فما قدروا على إقلاله ، ثم قال : كن ، فأمدهم بصف ثان أمثالهم سبعة أضعاف في الشدة والقوة ، والنجدة ، والشجاعة ، والغلظة ، والعظمة ، ملائكة متراصة أقدامهم ، مصطكة مناكبهم ، متلازقة أقدامهم ، ثم قال لهم : أقلوا العرش ، فما قدروا على إقلاله ، ثم قال لهم : كن ، فأمدهم بصف أمثالهم ، سبعة متلازقة أكتافهم ، أنصافهم الأعلى من النار ، وأنصافهم الأسفل من الثلج ، فلا ذلك النار يذيب الثلج بحره ، ولا ذلك الثلج [ ص: 755 ] يطفئ النار ببرده ، ثم قال لهم : أقلوا العرش ، فما قدروا على إقلاله ، ثم قال : كن ، فأمدهم بصف رابع أمثالهم ، سبعة أضعاف ، ملائكة أنصافهم من البرق الخاطف ، وأنصافهم من الرعد القاصف ، ثم قال لهم : أقلوا العرش ، فما قدروا على إقلاله ، فأمدهم بصف خامس : ملائكة أنصافهم من الريح العاصف ، وأنصافهم من السحاب العاكف ، فلا ذلك العاصف يزيل ذلك العاكف ، ولا ذلك العاكف يزيل ذلك العاصف ، ثم قال لهم : أقلوا العرش ، فما قدروا على إقلاله ، ثم أمدهم بصف سادس أمثالهم ، أنصافهم من الظلمة ، وأنصافهم من النور ، فلا ذلك النور يذهب سواد الظلمة ، ولا تلك الظلمة تذهب بذلك النور ، ثم قال لهم : أقلوا العرش ، فما قدروا على إقلاله ، ثم قال : كن ، فأمدهم بصف سابع أمثالهم ، ملائكة أنصافهم من الدر ، وأنصافهم من الزمرد ، فلا ذلك الدر يذهب شعاع ذلك الزمرد الأخضر ، ولا ذلك الزمرد يزيل شعاع ذلك الدر ، ثم قال لهم : أقلوا العرش ، فما قدروا على إقلاله ، فقال الله عز وجل : وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي ، وعلوي على خلقي وعظمتي ، لو أمددتكم بأمثالكم ، وأضعافكم أبد الآبدين ، ودهر الداهرين ما قدرتم على إقلاله إلا بي ، فقولوا : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فقالوها : فاستقل العرش على رؤوسهم ، فعظم عليهم ، ومدت أرجلهم تهوي ، فأمر الله عز وجل الملك أن يكتب اسمه الأعظم تحت أرجلهم ، فاستقل العرش على رؤوسهم ، فالله تبارك وتعالى حامل عرشه ، لا من حاجة إليهم ، ولكن استعبدهم ، فإذا أماتهم حمل الله عز وجل عرشه كما كان بديا " . [ ص: 756 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية