صفحة جزء
440 - 11 حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ، حدثنا حمدون بن عباد ، حدثنا علي بن عاصم ، حدثنا داود بن أبي هند رحمه الله تعالى قال : " بلغني أنه كان لداود صديق من بني إسرائيل فكان داود عليه السلام معجبا به فكان مجلسه وحديثه للرجل حتى غبطه بنو إسرائيل " . قال : " فلما [ ص: 902 ] مات داود ، وولي سليمان عليهما السلام قال في نفسه : من أصطنع من بني إسرائيل في مجلسي وحديثي ؟ قال : ما أعلم أحدا أحق بذلك من هذا الشيخ أن يناجى الذي توفي رسول الله داود صلى الله على نبينا وعليه وسلم ، وهو عنه راض . قال : فاتخذه لنفسه " . قال : " وكان سليمان عليه السلام مهيبا لا يبتدأ بشيء حتى يكون هو الذي يسأله عنه " . قال : " فأدنى مجلس الشيخ حتى كان هو الذي يلي سريره ، فربما قعد سليمان عليه السلام على سريره " . قال : " فيسند الشيخ ظهره إلى سرير سليمان عليه السلام " . قال : " حتى غبطه جنود سليمان عليه السلام ، فقيل له : ادخل عليه كل يوم دخلة يسأله عن حاجته ، ثم لا يبرح حتى يقضيها له " . قال : " وكان سليمان عليه السلام إذا قعد على سريره ، وأذن لجنوده فدخلوا عليه دخل عليه ملك الموت صلى الله على نبينا وعليه وسلم عليهما في صورة رجل فيسأله كيف هو ، ثم يقول له : يا رسول الله ، ألك حاجة ؟ فإن قال : نعم ، لم يبرح حتى يقضيها له ، وإن قال : لا ، انصرف عنه إلى الغد " . قال : " فقعد سليمان عليه السلام يوما أشد ما كان بملكه " . قال : " وقعد الشيخ إليه فأسند ظهره إلى سرير سليمان ، وأذن لجنوده فدخلوا عليه من الإنس والجن وسواهم فجعلوا ينظرون إلى الشيخ مسندا ظهره إلى سرير سليمان فيغبطونه ، فدخل عليه ملك الموت عليه السلام في صورة رجل ، فقام فسلم فقال سليمان عليه السلام : كيف بات في ليلته الماضية ؟ ، ثم قال : ألك حاجة يا رسول الله ؟ قال : لا " . قال : " ولحظ إلى الشيخ لحظة [ ص: 903 ] ، فارتعد الشيخ " . قال : " وانصرف ملك الموت عنهم " . قال : " فوثب الشيخ على رجلي سليمان فأخذهما ، وجعل يقبلهما ، فقال : يا رسول الله ، كيف كان رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم داود عني ؟ قال : حسن . قال : فكيف رضاك عني ؟ قال : حسن . قال : فإني أسألك بحق الله أن تأمر الريح فتحملني فتقذفني بأقصى مدرة من أرض الهند . قال : وهو يرتعد في ذلك . قال : قال له سليمان : ولم ؟ قال : هو ذلك أسألك بحق الله إلا ما أمرت الريح فتحملني فتلقيني بأقصى مدرة من أرض الهند . قال : قال سليمان : نعم ، فأخبرني لم ذلك ؟ قال : ألم تر إلى الرجل الذي دخل عليك قام فسلم ، ثم سألك كيف بت في ليلتك الخالية ؟ لحظ إلي لحظة فما تمالكت رعدة . فقال له سليمان عليه السلام : هل إلا رجل نظر إليك ؟ قال : هو ما أقول لك . فدعا سليمان عليه السلام الريح ، فقال : احتمليه فألقيه بأقصى مدرة من أرض الهند . فاحتملته فصعدت به ثم تصوبت به فألقته بأقصى مدرة من أرض الهند " . قال : " قول الله عز وجل : ( رخاء حيث أصاب ) ، قال : ليس باللينة ولا بالعاصفة وسط ، غدوها شهر ، ورواحها شهر ، فإذا أراد غير ذلك كان ما أراد ، فظل سليمان عليه السلام يومه ذلك بأشر يوم " قال : " وبات ليلته بأشد ليلة حزنا [ ص: 904 ] عليه فلما أصبح سليمان عليه السلام غدا قبل مجلسه الذي كان يجلس فيه ، وأذن لجنوده فدخل عليه ملك الموت صلى الله عليهما في صورة رجل ، فسلم فسأله كيف بات في ليلته الماضية , فأخبره ، قال : يا رسول الله ، ألك حاجة ؟ قال سليمان عليه السلام : الحاجة غدت بي إلى هذا المكان فذهب يخبره رضي داود عن الشيخ ، ورضاه عنه ، واستئناسه به ، ثم قال : كان ما كان به . قال : يقول له ملك الموت : حسبك يا رسول الله ، ما ينقضي عجبي منه ، هبط إلي كتابه أمس أن أقبض روحه غدا مع طلوع الفجر بأقصى مدرة بأرض الهند فهبطت به وما أحسبه إلا ثم ، فدخلت عليك فإذا هو قاعد معك فجعلت أتعب وأنظر إليه ما لي هم غيره فهبطت عليه اليوم ، والذي بعثك بالحق مع طلوع الفجر فوجدته بأقصى مدرة من أرض الهند ينتفض فقبضت روحه ، وتركت جسده هناك " . [ ص: 905 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية