صفحة جزء
448 - 19 حدثنا الوليد ، حدثنا عمرو بن سعيد ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، حدثنا إبراهيم بن أبي بكر بن [ ص: 914 ] المنكدر ، قال : سمعت محمد بن المنكدر رحمه الله تعالى يقول : " كان إبراهيم الخليل عليه السلام من أغير الناس فكان لا تدخل داره ، فبينا هو يوما في داره إذ دخل عليه كهيئة الإنسان فقال له إبراهيم : من أدخلك داري ؟ قال : أدخلني ربها . قال : وهل لها رب غيري ؟ قال : فعرف حينئذ أنه ملك الموت ، فقال : يا إبراهيم ، إن ربي أرسلني إليك يقول : إن الخليل يحب لقاء خليله ، وأمرني أن أقبض نفسك بأيسر ما قبضت نفس مؤمن . قال : فإني أسألك بحق الذي أرسلك أن تراجعه لي . فصعد ملك الموت حتى وقف من الله تعالى الموقف الذي كان يقفه فقال : إن خليلك سألني أن أراجعك فيه . فقال : ائته ، وقل له إن ربك يقول : إن الخليل يحب أن يلقى خليله ، وأمرني أن أقبض نفسك بأيسر ما قبضت نفس مؤمن . قال : وهكذا تأتي إلى كل من تريد أن تقبض نفسه ؟ قال : لا . قال : فأرني صورتك التي تأتي بها الكافر . قال : فغمض عينيك ، ثم قال : افتح ، ففتح فإذا هو بأقبح الناس صورة وأنتنه ريحا ، فقال : ارجع إلى صورتك الأولى فقال : غمض عينيك . فغمض ، ثم قال : افتح . ففتح ، فإذا هو في صورته الأولى ، فقال له إبراهيم عليه السلام : امض لما أمرت له . قال : يا إبراهيم ، هل شربت شرابا قط ؟ قال : ما شربت شرابا قط [ ص: 915 ] . فاستنكهه فقبض نفسه على ذلك " . [ ص: 916 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية