صفحة جزء
572 - 35 ذكر جدي رحمه الله تعالى ، عن عبد الله بن عبد الوهاب ، حدثنا عقبة بن مكرم ، حدثنا نصر بن باب ، عن محمد بن إسحاق ، عن [ ص: 1056 ] سعيد بن العلاء القرشي ، عن عبد الملك بن عبد الله الفهري ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم ، قال : كان العباس بن أنس بن عامر السلمي شريكا لعبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " يا عباس ، إن الذي أنزل علي الوحي أرسلني إلى الناس كافة بلسان عربي مبين من فوق سبع شداد إلى سبع غلاظ ، يتنزل الأمر بينهن إلى كل مخلوق بما قضى عليهم من [ ص: 1057 ] زيادة ، أو نقصان " ، فقال العباس : وكيف خلق الله سبعا شدادا وسبعا غلاظا ؟ ولم خلقهن ؟ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خلق الله سبحانه وتعالى السماء الدنيا ، فجعلها سقفا محفوظا ، وجعل فيها حرسا شديدا ، وشهبا ساكنها من الملائكة أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع في صورة البقر مثل عدد النجوم شرابهم النور ، والتسبيح لا يفترون من التهليل والتكبير ، وأما السماء الثانية : فساكنها عداد القطر في صور العقبان لا يسأمون ، ولا يفترون ، ولا ينامون منها ينشق السحاب حتى يخرج من تحت الخافقين ، فينتشر في جو السماء معه ملائكة يصرفونه ، حيث أمروا به أصواتهم التسبيح ، وتسبيحهم تخويف ، وأما السماء الثالثة : فساكنها عدد الرمل في صور الناس ملائكة ينفخون في البروج كنفخ الريح يجأرون إلى الله تبارك وتعالى الليل والنهار ، وكأنما يرون ما يوعدون ، وأما السماء الرابعة : فإنه يدخلها كل ليلة حتى يخرج إلى عدن ساكنها عدد ألوان الشجر صافون مناكبهم معا في صور الحور العين من بين راكع ، وساجد تبرق وجوههم بسبحات ما بين السماوات السبع والأرض السابعة ، وأما السماء الخامسة : فإن عددها يضعف على سائر الخلق في صورة النسور منهم الكرام البررة ، والعلماء السفرة ، إذا كبروا اهتز العرش من مخافتهم ، وصعق الملائكة يملأ جناح أحدهم ما بين السماء والأرض ، وأما السماء السادسة : فحزب الله الغالب وجنده الأعظم لو أمر أحدهم أن يقلع السماوات والأرض بأحد جناحيه اقتلعهن في صورة الخيل المسومة ، وأما السماء السابعة : ففيها الملائكة المقربون الذين يرفعون الأعمال في بطون الصحف ، ويخفضون الميزان فوقها حملة العرش الكروبيون كل مفصل من أحدهم أربعون ألف سنة - أو قال : " أربعون سنة " - فتبارك الله رب العالمين ديان الدين خالق الخلق رب العالمين " . [ ص: 1058 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية