صفحة جزء
573 - 36 حدثني عبد الله بن سلم ، حدثنا محمد بن أحمد الحسني ، حدثنا محمد بن إبراهيم بن العلاء ، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم ، قال : حدثني عبد الصمد بن معقل ، عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى ، قال : " ثم إن الله تعالى خلق سبع سماوات وسبع أرضين ، فقال : كن ، فأول ما خلق من الجنان دار السلام ، وهي مائة درجة هكذا ، ومائة درجة هكذا ، ومائة درجة هكذا ، ومائة درجة هكذا ، طول كل درجة مسيرة خمسمائة عام ، وبين كل درجة ودرجة ما بين السماء والأرض معلقة برياح الرحمة لا علائق من فوقها فتمسكها ، ولا دعائم من تحتها فتحبسها ، قصورها وقبابها وحليها ، وإستبرقها ، وأسرتها ، وكل ما فيها من فضة ، قوارير ، قوارير في بياض الفضة في نقاء الزجاجة في شعاع الشمس يبين داخلها من خارجها كما يرى الشراب في الزجاجة الصافية ، صحون قصورها خمسمائة عام في خمسمائة عام ، فيها [ ص: 1059 ] أربعة أنهار ، نهر من ماء آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ، ولهم فيها من كل الثمار يقعد ساكن هذه الدار على كثبان المسك والكافور ، يقوم على رأس كل ولي منهم عشرة آلاف وصيف ، وعشرة آلاف وصيفة ولدان مخلدون ، فذلك قول الله عز وجل : ( والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) ، فالهداية من الله تبارك وتعالى ، والدعوة على لسان الرسل ، ثم قال عز وجل : كن فكون دار الحيوان وهي مائة درجة هكذا ، ومائة درجة هكذا ، ومائة درجة هكذا ، ومائة درجة هكذا ما بين كل درجة كما بين السماء والأرض معلقة برياح الرحمة لا علائق [ ص: 1060 ] من فوقها ، فتمسكها ولا دعائم من تحتها ، فتمسكها وأساس دار الحيوان مع شرف دار السلام ، وقصورها ، وقبابها ، وحليها ، وأسرتها ، وألوانها ، وكل ما فيها من ذهب صحون قصورها ألف عام في ألف عام فيها جنتان مدهامتان بساتين بين كل بستان ألف عام فيها فاكهة ونخل ورمان ، كوبة لؤلؤ ، وكوبة زمرد ، وكوبة در ، وكوبة ياقوت هكذا إلى رأس النخلة فيها عينان تجريان فيهما من كل فاكهة زوجان ، وفيهما من كل خيرات حسان يقعدون على الزرابي ، وهي البسط يقوم على رأس كل واحد منهم عشرون ألف وصيف وعشرون ألف وصيفة ولدان مخلدون قدرا واحدا ، فذلك قول الله عز وجل : ( الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون يطاف عليهم بصحاف من ذهب ) ، لو قعد على كل صحفة أهل الأرض لوسعتهم " . ثم قال : " كن فكون دار القرار ، وهي مائة درجة هكذا ، ومائة درجة هكذا ، ومائة درجة هكذا ومائة درجة هكذا بين كل درجة ودرجة كما بين السماء والأرض معلقة برياح الرحمة لا علائق من فوقها ، فتمسكها ولا دعائم من تحتها فتحبسها ، وأساس دار القرار مع شرف دار الحيوان قصورها ، وقبابها وحللها ، وأسرتها ، وألوانها ، وصحافها ، وكل ما فيها طرائق طرائق : طريقة در أحمر [ ص: 1061 ] ، وطريقة زبرجد أخضر ، وطريقة زمرد أخضر ، يحلون فيها سوارا من ذهب ، وسوارا من لؤلؤ صحون قصورها ألف عام من ألفي عام ، فيها ماء مسكوب معلق بقدرة الجبار تعالى بلا أخدود كأنهار الدنيا فيها عينان تجريان بالكافور ، وعين تجري بالزنجبيل فيها مائة قبة من در ، ومائة قبة من ياقوت ومائة قبة من زمرد ، ومائة قبة من لؤلؤ طول كل قبة ألف عام لها أربعة آلاف مصراع مثل الذي فوق وعرض كل قبة أربعة فراسخ ، لكل قبة أربعة آلاف مصراع من الدر يقول الله تعالى لها : انفتحي فتنفتح ، ويقال لها : انغلقي فتنغلق في القبة سرر : على كل سرير سبعون فراشا بين كل فراشين [ ص: 1062 ] نهر يجري ، على الفراش حوراء قاصرة الطرف على رأسها وصيف خير من الدنيا ، وما فيها لو بزقت في البحر لعذب سبعة أبحر من بزقها ، لا تبزق ، ولا تمخط ، ولا تغوط ، ولا تبول ، ولا تحيض كما ذكر الله عز وجل : ( فيها أزواج مطهرة ) قد طهرت من جميع الآفات ، لو بدا معصمها لامتلأت دار الدنيا نورا ، فيها مائة عمود من در ، ومائة عمود هكذا من لؤلؤ ، ومائة عمود هكذا من زمرد ، ومائة عمود هكذا من ياقوت ، ومائة عمود هكذا من زبرجد طول كل عمود ألف عام على رأس كل عمود ظلة طولها مائة فرسخ يزيد نور وجهها ، وحسنها على لون وجه الحوراء سبعين ضعفا هذا العجائز الشمط الرمص الذين كانوا في الدنيا فذلك قول الله [ ص: 1063 ] عز وجل : ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون ) ، يعني الظلال فيها سرر موضونة ، وسرر مرمولة كوكب ذهب ، وكوكب در ، وكوكب زمرد ، وكوكب ياقوت ، يكون طول كل سرير خمسمائة عام عند رأس كل سرير عينان عين تنضخ المسك ، وعين تنضخ العنبر يقعدون سكان هذه الدار على النمارق ، ويقوم على رأس كل واحد منهم ثلاثون ألف وصيف وثلاثون ألف وصيفة ولدان مخلدون ، لا يعلم كيف هي إلا خالقها ، ثم قال : كن فكون [ ص: 1064 ] جنة النعيم ، وأساس جنة النعيم مع شرف جنة الفردوس ، وهي مائة درجة هكذا ، ومائة درجة هكذا ، ومائة درجة هكذا يقوم على رأس كل ولي منهم ثلاثون ألف وصيف ووصيفة ولدان مخلدون قدرا واحدا " . ثم قال : " كن فكون جنة المأوى مع شرف جنة النعيم ، وهي مائة درجة هكذا ، ومائة هكذا ومائة هكذا ، ومائة هكذا بين كل درجة ودرجة كما بين السماء والأرض ، وعندها سدرة المنتهى ينبع من ساقها نهر النبي صلى الله عليه وسلم ، وما من غرفة ، ولا أريكة في جنة من الجنان ، إلا وغصن من أغصان سدرة المنتهى عليها فيها ألف عمود من در هكذا وألف عمود من زمرد هكذا ، وألف عمود من لؤلؤ هكذا ، وألف عمود من ياقوت هكذا طول [ ص: 1065 ] كل عمود مائة ألف عام على كل عمود سبعون ألف غرفة ، وفوق هؤلاء عليون " .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن أهل الجنة يرون أهل عليين كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء ، وفوق هذه غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار ، كلما اشتاق ولي الله النظر إلى الله تعالى اطلع من بعض الكوى فرآه ، فذلك قول الله عز وجل : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا ) ، فيها مائة ألف قنديل طول كل قنديل ألف عام ، [ ص: 1066 ] تأوي إليه أرواح الشهداء معلقة تحت العرش ، وإن الله تعالى خلق ما شاء لمن شاء كيف شاء ، فخلق الله جنة عدن ، وفيها نهر الكوثر ، وفيها شجرة طوبى غرسها الله بيده وأربعة أشياء تولى الله تعالى خلقها بيده ، [ ص: 1067 ] شجرة طوبى غرسها الله تعالى بيده وخلق آدم عليه السلام بيده وجنة عدن خلقها بيده وكتب التوراة لموسى عليه السلام بيده ، وجنة عدن ، مثل مخ البيض أصفر ، وأحمر ، ومورد ، وغير ذلك يرى صبغها من ألف عام ، ثم قال لها : جنتي تكلمي ، فقالت : ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون ) ، فهي والله دار لا تقوم بالأثمان ، ولا يغيرها ريب الزمان ، ولا يذهب بها الحدثان ملاطها [ ص: 1068 ] المسك رضراضها الدر والمرجان ترابها ، الورس ، والزعفران سقفها عرش الرحمن ، وخدمها الولدان كلما اشتاقوا رأوا الرحمن تعالى " .


التالي السابق


الخدمات العلمية