صفحة جزء
934 - 19 حدثنا محمد بن هارون ، حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا ابن وهب ، حدثنا عبد الرحمن بن زيد - رحمه الله تعالى - قال : " بينا رجل مع قوم هم في مركب في البحر ، إذ انكسر بهم مركبهم ، [ ص: 1414 ] فتعلق بخشبة فطرحته إلى جزيرة من الجزائر ، فخرج يمشي ، فإذا هو بقدم مثل قدم رجل فيها ذراع ، وإذا برجل جالس في مسجد ففزعت منه ، واستبقت بالسلام ، فرد علي ، فلما رد علي السلام سكنت ، فقال : ممن الرجل ؟ قلت : من أهل الإسلام . قال : من أي الأمم ؟ قلت : من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - . قال : صلى الله على محمد ، قال : أنت من الذين يرمقون الشمس ، فإذا غربت قاموا فصلوا لله تعالى ؟ قلت : نعم . قال : طوبى لكم ، ليتني كنت منكم ، ثم قال : أنت من الذين يرمقون الشمس قبل أن تطلع ، فبادروها ، فصلوا لله - عز وجل - ؟ قلت : نعم . قال : طوبى لكم ، ليتني منكم .

قلت : من أنت ؟ يرحمك الله . قال : أنا من بقية قوم موسى - عليه السلام - ، الذين قال الله - عز وجل - : ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) ، كنت أنا وأخ لي نتعبد لله - عز وجل - في هذه الجزيرة ، فدفنته أول من أمس ، - رحمة الله عليه - ، هل لك يا أخي ! أن تتفرغ لله في بقية نفسك وعمرك ؟ قلت : نعم . قال : فأقمت معه ، فإذا أنا بماء ، فإذا برجل في رجليه سلسلة منوط فيها بينه وبين الماء شبر ، فقال : اسقني - رحمك الله تعالى - ، فأخذت ملء كفي فرفعته ، فرفع بالسلسلة ، فذهب الماء ، فلما ذهب الماء حط الرجل ، ففعلت ذلك ثلاثا ، أو أربعا ، فلما رأيت ذلك منه ، قلت : ما لك ؟ ويحك ! قال : هو ابن آدم الذي قتل أخاه ، والله ما قتلت نفس ظلما مذ قتلت أخي ، إلا يعذبني الله بها ؛ لأني أنا أول من سن القتل . قال : فجئت صاحبي ، فذكرت ذلك له ، فقال : صدقت ، فقال : فمكثت معه ساعة تعرض لي وجالت العينان ، فقال : ما لك ذكرت [ ص: 1415 ] أهلك وولدك ؟ قلت : نعم . قال : أتحب أن نبلغك إياهم ؟ قلت : وددت ، فقال : نعم ، إن شاء الله تعالى ، قال : فجعلت السحاب تمر به فيناديها ، فتجيبه ، فيقول : أين أمرت ؟ فتقول : مكان كذا وكذا ، حتى مرت سحابة ، فقال : يا سحابة ! ، أين أمرت ؟ قالت : بالبصرة ، وكان الرجل من أهل البصرة ، فقال : خذي هذا حتى تبلغيه أهله . قال : فالتفت بي ، فما دريت بشيء ، حتى وضعتني في سطح أهلي بالبصرة " . [ ص: 1416 ]

[ ص: 1417 ] [ ص: 1418 ] [ ص: 1419 ] بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على أشرف الخلق ، سيدنا محمد ، وآله ، وصحبه وسلم تسليما (كثيرا كثيرا كثيرا)

التالي السابق


الخدمات العلمية