صفحة جزء
43 - صفة إلياس - عليه السلام - وعظم خلقه

998 - 1 حدثنا محمد بن إبراهيم بن داود ، حدثنا أحمد بن هاشم ، حدثنا يزيد أبو خالد البلوي ، حدثنا أبو إسحاق الحريثي ، حدثنا الأوزاعي ، عن مكحول ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا عند الحجر إذا نحن بصوت يقول : " اللهم اجعلني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم المرحومة المغفور لها المستجاب لها ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أنس ، انظر ما هذا الصوت ؟ " فدخلت الجبل ، فإذا رجل عليه ثياب بياض ، أبيض الرأس واللحية ، طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع ، فلما [ ص: 1531 ] رآني ، قال : (أنت) رسول النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : نعم ، قال : ارجع إليه ، فأقرئه السلام ، وقل له : هذا أخوك إلياس يريد أن يلقاك ، قال : فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته ، فجاء يمشي ، وأنا معه ، حتى إذا كنا قريبا منه تقدم النبي صلى الله عليه وسلم ، وتأخرت أنا ، قال : فتحدثا طويلا ، فنزل عليهما من السماء شيء شبه السفرة ، ودعاني ، فأكلت معهما ، فإذا فيها كمأة ورمان وحوت وتمر وكرفس ، فلما أكلت قمت فتنحيت ، ثم جاءت سحابة ، فحملته وأنا أنظر إلى بياض ثيابه فيها تهوي به قبل الشام ، فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم هذا الطعام الذي أكلنا من السماء نزل عليه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سألته عنه " ، فقال : يأتيني به جبرئيل - عليه السلام - في كل أربعين يوما أكلة ، وفي كل حول شربة من ماء زمزم ، وربما رأيته على الجب يشرب ، وربما سقاني . [ ص: 1532 ] [ ص: 1533 ] [ ص: 1534 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية