صفحة جزء
1032 - 31 حدثنا محمد بن هارون ، حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا ابن وهب ، حدثنا ابن زيد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله عز وجل لما أراد أن يخلق آدم - عليه السلام - بعث ملكا ، والأرض يومئذ وافرة ، فقال : اقبض لي منها قبضة ائتني بها أخلق منها خلقا ، قالت : فإني أعوذ بأسماء الله تعالى أن يقبض اليوم مني قبضة يخلق منها خلقا يكون لجهنم منه نصيب ، قال : فعرج الملك ، ولم يقبض منها شيئا ، فقال له : ما لك ؟ قال : عاذت بأسمائك أن أقبض منها خلقا يكون لجهنم منه نصيب ، فلم أجد عليها مجازا ، فبعث آخر ، فلما أتاها قالت له مثل ما قالت للأول ، فعرج ، ولم يقبض منها شيئا ، فقال له الرب تبارك وتعالى مثل ما قال للأول ، ثم بعث الثالث ، فقالت له مثل ما قالت لهما ، فعرج ، ولم يقبض منها شيئا ، فقال له الرب تبارك وتعالى مثل ما قال للذين قبله ، ثم دعا إبليس ، واسمه يومئذ في الملائكة " حبابا " ، فقال له : اذهب فاقبض من الأرض قبضة ، فذهب حتى أتاها ، فقالت له مثل ما قالت للذين قبله من الملائكة ، فقبض منها قبضة ، ولم يسمع تحرجها ، فلما أتاه قال الله تبارك وتعالى : ما أعاذتك بأسمائي [ ص: 1564 ] منك ؟ قال : بلى ، قال : فما كان في أسمائي ما يعيذها منك ؟ قال : بلى ، ولكن أمرتني ، فأطعتك ، فقال الله تعالى : لأخلقن منها خلقا يسود وجهك " أو نحو ذلك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فألقى الله عز وجل تلك القبضة في نهر من أنهار الجنة حتى صارت طينا ، فكان أول طين ، ثم تركها حتى صارت حمأ مسنونا منتن الريح ، ثم خلق منها آدم ، ثم تركه في الجنة أربعين سنة حتى صار صلصالا كالفخار يبس حتى صار كالفخار ، ثم نفخ فيه الروح بعد ذلك ، وأوحى الله عز وجل إلى ملائكته إذا نفخت فيه الروح ، فقعوا له ساجدين ، قال : وكان آدم مستلقيا في الجنة ، فجلس حين وجد مس الروح ، فعطس ، فقال الله عز وجل له : احمد ربك ، فقال : الحمد لله ، فقال : يرحمك ربك ، قال : فمن هنالك سبقت رحمته غضبه ، وسجدت الملائكة إلا هو قام ، فقال : ( ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك أستكبرت أم كنت من العالين ) فأخبر الله عز وجل أنه لا يستطيع أن يعلو على الله تعالى ، ما له تكبر على صاحبه ، فقال : ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج ) فقرأ حتى بلغ ( ولا تجد أكثرهم شاكرين ) وقال الله تعالى : إن إبليس قد صدق عليهم ظنه ، وإنما كان ظنه أن لا يجد أكثرهم شاكرين . [ ص: 1565 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية