صفحة جزء
1101 - حدثنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا خالد بن حيان ، قال : حدثنا معقل بن عبيد الله العبسي ، قال : قدم علينا سالم [ ص: 809 ] الأفطس بالإرجاء فعرضه قال : فنفر منه أصحابنا نفارا شديدا وكان أشدهم نفارا ميمون بن مهران ، وعبد الملك بن مالك فأما عبد الكريم فإنه عاهد الله أن لا يؤويه وإياه سقف بيت إلا المسجد ، قال معقل : فحججت ، فدخلت على عطاء بن أبي رباح في نفر من أصحابي ، فإذا هو يقرأ سورة يوسف ، قال : فسمعته قرأ هذا الحرف : حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا . مخففة ، قال : قلت : إن لي إليك حاجة فأخلنا ففعل فأخبرته أن قوما قبلنا قد أحدثوا وتكلموا وقالوا : أن الصلاة والزكاة ليستا من الدين ، قال : فقال : أوليس الله عز وجل يقول :

وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة .

فالصلاة والزكاة من الدين . قال : فقلت : إنهم يقولون : ليس في الإيمان زيادة ، فقال : أوليس قد قال فيما أنزل :

فزادهم إيمانا .

فما هذا الإيمان الذي زادهم . قال : قلت له : إنهم قد انتحلوك وبلغني أن ابن ذر دخل عليك في أصحابه فعرضوا عليك قولهم فقبلته [ ص: 810 ] وقبلت هذا الأمر ، فقال : لا والله الذي لا إله إلا هو ما كان هذا مرتين أو ثلاثا . قال : ثم قدمت المدينة فجلست إلى نافع ، فقلت : يا أبا عبد الله إن لي إليك حاجة . فقال أسر أم علانية ؟ فقلت : لا بل سر . قال : رب سر لا خير فيه ؟ قلت : ليس من ذاك . فلما صلينا العصر قام ويده بيدي وخرج من الخوخة ولم ينتظر القاص ، فقال : حاجتك ؟ قال : فقلت : أخلني من هذا . قال : تنح يا عمر ، وقال : فذكرت له بدو أمرهم وقولهم : فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أضربهم بالسيوف حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقه وحسابهم على الله . قال : قلت : إنهم يقولون : نحن نقر بأن الصلاة فريضة ولا نصلي وأن الخمر حرام ونحن نشربها وأن نكاح الأمهات حرام ونحن نفعل ذلك ، قال : فنتر يده من يدي ، وقال : من فعل هذا فهو كافر .

قال معقل : ثم لقيت الزهري فأخبرته بقولهم : فقال : سبحان الله أوقد أخذ الناس في هذه الخصومات ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن .

قال معقل : ثم لقيت الحكم بن عتيبة ، فقلت له : إن ميمونا ، وعبد الكريم بلغهما أنه دخل عليك ناس من المرجئة فعرضوا قولهم فقبلت قولهم ، قال : فقيل ذلك على ميمون ، وعبد الكريم ، قلت : لا ، قال : دخل علي منهم اثنا عشر رجلا وأنا مريض ، فقالوا : يا أبا محمد أبلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل بأمة سوداء أو حبشية فقال : يا رسول الله ، إن علي رقبة مؤمنة أفترى أن هذه مؤمنة ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشهدين أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؟ قالت : نعم ، قال : أتشهدين أن الجنة [ ص: 811 ] حق ؟ قالت : نعم ، قال : أتشهدين أن الله يبعث بعد الموت ؟ قالت : نعم ، قال : فأعتقها .

قال : فخرجوا هم ينتحلونني . قال معقل : ثم جلست إلى ميمون بن مهران .

التالي السابق


الخدمات العلمية