1. الرئيسية
  2. الإبانة الكبرى لابن بطة
  3. كتاب القدر
  4. الباب الثامن باب الإيمان بأن الله عز وجل خلق القلم، فقال له اكتب فكتب ما هو كائن ، فمن خالفه فهو من الفرق الهالكة
صفحة جزء
1375 - حدثنا أبو علي محمد بن يوسف ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن خلف الضبي ، قال : حدثنا حجاج بن منهال ، قال : حدثنا المعتمر بن سليمان ، [ ص: 340 ] قال : سمعت أبا مخزوم ، يحدث عن الأصبغ ، عن أبي اليقظان ، عن الحارث بن قيس ، عن عبد الله بن عباس ، أنه سئل عن هذه الآية ، إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ؛ قال ابن عباس : : إن أول ما خلق الله عز وجل القلم ، ثم النون وهي الدواة ، ثم خلق الألواح ، فكتب الدنيا وما يكون فيها حتى تفنى من كل خلق مخلوق أو عمل معمول من بر أو فجور ، وما كان من رزق حلال أو حرام ، ومن كل رطب ويابس ، ثم ألزم كل شيء من ذلك شأنه ، دخوله في الدنيا وبقاؤه فيها ، كم إلى كم شاء ، ثم وكل بذلك الكتاب ملكا ووكل بالخلق ملائكة ، فتأتي ملائكة الخلق إلى ملائكة الكتاب ؛ فينسخون ما يكون في يوم وليلة مقسوما على ما وكلوا به ، وتأتي ملائكة الخلق ، فيحفظون الناس بأمر الله ويسوقونهم إلى ما في أيديهم من تلك النسخ ، فإذا انتفت النسخ عن شيء ، لم يكن هاهنا بقاء ولا مقام ، قال : فقال رجل لابن عباس : ما كنا نرى هذا إلا تكتبه الملائكة في كل يوم وليلة ؟ فقال : ألستم قوما عربا ؟ إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ؛ هل يستنسخ الشيء إلا من كتاب ؟ " .

التالي السابق


الخدمات العلمية