صفحة جزء
1590 - حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار ، قال : حدثنا العباس بن محمد الدوري ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب في قوله تعالى وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم إلى قوله أفتهلكنا بما فعل المبطلون ، قال : " جمعهم جميعا فجعلهم أزواجا ، ثم صورهم ، ثم استنطقهم ، فقال : ألست بربكم ؟ قالوا : بلى شهدنا أن يقولوا يوم القيامة : لم نعمل هذا ، قالوا : نشهد أنك أنت ربنا وإلهنا ، لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك ، قال : فإني سأرسل إليكم رسلي وأنزل عليكم كتبي ، فلا تكذبوا برسلي وصدقوا [ ص: 147 ] بوعدي ، إني سأنتقم ممن أشرك بي ولم يؤمن بي ، قال : فأخذ عهدهم وميثاقهم ثم رفع أباهم آدم إليهم فنظر إليهم ، فرأى منهم الغني والفقير وحسن الصورة ودون ذلك ، فقال : رب لو شئت سويت بين عبادك ، قال : إني أحببت أن أشكر ، والأنبياء يومئذ فيهم مثل السرج ، قال : وخصوا بميثاق آخر للرسالة أن يبلغوها ، قال : فهو قوله : وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح ، قال : " وهو قوله : فطرت الله التي فطر الناس عليها وهو قوله وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ، قال : " وذلك قوله واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به ، قال : " فكان في علم الله يومئذ من يكذبه ومن يصدقه ، قال : وكان روح عيسى ابن مريم عليه السلام في تلك الأرواح التي أخذها عهدها وميثاقها في زمن آدم ، قال : فأرسله الله عز وجل في صورة بشر إلى مريم فتمثل لها بشرا سويا ، قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا ، قال : " فحملت الذي يخاطبها ، قال : أي فدخل من فيها . [ ص: 148 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية