صفحة جزء
323 - حدثنا أبو حفص ، قال : نا أبو جعفر ، قال : نا المروذي ، قال : حدثني يحيى بن أيوب ، قال : سمعت أبا نعيم ، يقول : كان رجل من أصحاب [ ص: 93 ] جهم من أكرم أصحابه عليه ، فوثب عليه ذلك الرجل ، فندد به وصيح به .

قال أبو نعيم : قلت : كيف تصنع به مثل هذا وقد كان بينكما ما كان ؟ فقال : يا أبا نعيم! جاء منه ما لا يحتمل . قلت : ما هو ؟ قال : كان المصحف يوما في حجره وهو يقرأ طه ، فلما بلغ إلى قوله : الرحمن على العرش استوى ، قال : لو وجدت السبيل أن أحكها من المصاحف فعلت ، قال : فقلت في نفسي : هذه فاحتملتها ، ثم ذكر يوما آية ، فقال : ما كان أظرف محمدا حين قالها . قال : فقلت : هذه أيضا . قال : فلما كان بعد بينما هو يقرأ طسم القصص والمصحف في حجره ، فلما أتى على ذكر موسى دفع المصحف بيديه جميعا من حجره ، فرمى به أبعد ما يقدر عليه ، ودفعه برجله وقال : أي شيء هذا ذكره هاهنا فلم يتم ذكره ، وذكره هاهنا فلم يتم ذكره ، أي شيء هذا حال ؟ فجاء ما لا يحتمل " ، قال : فذاك الذي حملني أن صنعت ما صنعت .

التالي السابق


الخدمات العلمية