صفحة جزء
346 - وحدثني أيضا أبو صالح ، قال : ثنا الحسن بن خليل العكبري ، قال : حدثني مسعود بن بشير ، قال : حدثني أبو اليقظان أن رجلا من المسلمين أتى عبد الله بن العباس رحمة الله عليه بابن له فقال : لقد حيرت الخصومة عقله وأذهبت المنازعة قلبه وذهبت به الكلفة عن ربه ، فقال عبد الله : امدد بصرك يا ابن أخي ما السواد الذي ترى ، قال : فلان ، قال : صدقت ، قال : فما الخيال المسرف من خلفه ، قال : لا أدري ، قال عبد الله : يا بن أخي ، فكما جعل الله لأبصار العيون حدا محدودا من دونها حجابا مستورا فكذلك جعل لأبصار القلوب غاية لا يجاوزها وحدودا لا يتعداها ، قال : فرد الله عليه غارب عقله وانتهى عن المسألة عما لا يعنيه والنظر فيما لا ينفعه والتفكر فيما يحيره . فاتقوا الله يا معشر المسلمين ، وانتهوا [ ص: 423 ] عن السؤال ، والتنقير والبحث عما يشكك اليقين وليس هو من فرائض الدين ولا من شريعة المسلمين ولا تقتدوا بالزائغين ولا تثق نفوسكم إلى استماع كلام المتنطعين الذين اتهموا أئمة المسلمين وردوا ما جاؤوا به عن رب العالمين وحكموا آراءهم وأهواءهم في دين الله ودعوا الناس إلى ما استحسنوه دون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

فقد تقدم عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا هلك المتنطعون قالها ثلاثا .

التالي السابق


الخدمات العلمية