الأشباه والنظائر على مذاهب أبي حنيفة النعمان

ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

صفحة جزء
[ ص: 57 - 58 ] وإنما اشترطت في العبادات بالإجماع أو بآية { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } 20 - والأول أوجه ، [ ص: 59 ] لأن العبادة فيها بمعنى التوحيد بقرينة عطف الصلاة والزكاة ،


( 19 ) قوله : وإنما اشترطت إلخ .

جواب عن سؤال مقدر تقريره أن يقال : إذا لم يدل الحديث على اشتراطها في المقاصد للصحة فما الدليل على اشتراط النية فيها ؟ فأجاب بقوله وإنما اشترطت .

إلى آخره .

واعلم أن الأقوال تحتاج إلى النية في ثلاثة مواطن : أحدها التقرب إلى الله تعالى فرارا من الرياء ، الثاني التمييز بين الألفاظ المحتملة لغير المقصود ، والثالث قصد الإنشاء ليخرج سبق اللسان .

يعني في غير الأيمان والطلاق . ( 20 )

قوله : أوجه إلى آخره .

قيل لأن عطف الخاص على العام لزيادة التأكيد والاهتمام جائز واقع مع أن ظاهر اللفظ ; أعني العبادة إنما تطلق على العمل لا العلم ( انتهى ) .

وفيه تأمل . [ ص: 59 ] قوله : لأن العبادة إلى آخره .

أقول فيه نظر من وجوه : أما أولا فلأن قوله والثاني أوجه يقتضي صحة الاستدلال بالآية على شرطية النية لصحة العبادات .

وقوله في تعليل الأوجه لأن العبادة فيها بمعنى التوحيد يقتضي عدم الصحة .

وأما ثانيا فلأنه على تسليم بقاء العبادة على معناها الحقيقي لا يصح الاستدلال أيضا ; لأنه حينئذ يكون المخلصين بمعنى الناوين ، ونوى يتعدى بنفسه لا بحرف الجر .

إلا أن يقال اللام للتعليل وليس متعدية . وأما ثالثا فلأنه ليس في الآية ( أمروا ) الأمر الذي أمروا به في كتبهم كما صرح به البيضاوي .

على أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما يخالفه فتأمل

التالي السابق


الخدمات العلمية