الأشباه والنظائر على مذاهب أبي حنيفة النعمان

ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

صفحة جزء
348 - ومن فروعه ، لو قصد بلفظ غير معناه الشرعي 349 - وإنما قصد معنى آخر كلفظ الطلاق إذا أراد به الطلاق عن وثاق لم يقبل قضاء ويدين وفي الخانية قال لعبده : أنت حر وقال : قصدت به عن عمل كذا لم يصدق قضاء ، وقد حكى في البسيط أن بعض الوعاظ طلب من الحاضرين شيئا فلم يعطوه ، فقال متضجرا منهم : طلقتكم ثلاثا ، وكانت زوجته فيهم ، وهو لا يعلم 350 - فأفتى إمام الحرمين بوقوع الطلاق . قال الغزالي 351 - وفي القلب منه شيء ( انتهى )


[ ص: 163 ] قوله : ومن فروعه ، أي الأصل الأول أقول : في كونه من فروعه نظر ، بل هو من فروع ما خرج عن الأصل من الطلاق ، والعتاق وفيه أن ما خرج ليس أصلا حتى يكون ما ذكر من فروعه .

( 349 ) قوله : وإنما قصد معنى آخر حشو لا طائل تحته . ( 350 ) قوله : فأفتى إمام الحرمين ، أقول : إمام الحرمين لقب لإمامين كبيرين من حنفي وشافعي ، فالحنفي أبو المظفر يوسف القاضي الجرجاني كما ذكره صاحب حماة في تاريخه ، والشافعي أبو المعالي عبد الملك ، أعلم المتأخرين من أصحاب الشافعي رحمه الله ( انتهى ) . أقول : لم يذكر هل المراد هنا الحنفي ، أو الشافعي ؟ والظاهر أن المراد هنا الشافعي حيث قابل إفتاءه بقول الغزالي ( 351 ) قوله : وفي القلب منه شيء ، أي من إفتائه .

التالي السابق


الخدمات العلمية