الأشباه والنظائر على مذاهب أبي حنيفة النعمان

ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

صفحة جزء
. فائدة :

14 - تعلم العلم يكون فرض عين ، وهو بقدر ما يحتاج إليه لدينه . وفرض كفاية ، وهو ما زاد عليه لنفع غيره . ومندوبا ، وهو التبحر في الفقه وعلم القلب . وحراما ، وهو علم الفلسفة 15 - والشعبذة والتنجيم والرمل وعلم الطبيعيين والسحر .

16 - ودخل في الفلسفة المنطق . ومن هذا القسم علم الحرف [ ص: 126 ] والموسيقي


[ ص: 125 ] قوله : تعلم العلم يكون فرض عين إلخ في المبتغى : تعلم العلم ينقسم إلى أربعة أقسام : منها ما هو فرض عين وهو مقدار ما يحتاج إلى إقامة الفرائض ، ومنها ما هو مستحب كتعلم ما لا يحتاج إليه ليعلمه محتاجا إليه كالفقير يتعلم كتاب الزكاة والمناسك ليعلم من عليه الزكاة والحج ، ومنها ما هو مباح وهو تعلم الزائد على ذلك للإفتاء ، ومنها ما هو مكروه وهو التعلم ليباهي به العلماء ويماري به السفهاء ويأكل أموال الأغنياء ويستخدم الفقراء ، ثم تعليم ما يحتاج إليه المتعلم فرض لإقامة فروضه كتعلمه ، وأداء فروضه يعني إذا تعين عليه ولم يكن هناك من يقوم مقامه في ذلك حتى قالوا : يجب على المولى أن يعلم عبده القرآن والعلم بقدر ما يحتاج إليه لأداء الصلاة والصوم .

( 15 ) قوله : الشعبذة إلخ أقول : الصواب الشعوذة وهي كما في القاموس خفة في اليد ، أخذ كالسحر يرى الشيء بغير ما عليه أصله .

( 16 ) قوله : ودخل في الفلسفة المنطق إلخ قال بعض الفضلاء : لم أر في كتب أصحابنا القول بتحريم المنطق ، فإن كان المصنف رآه كان المناسب أن ينقله . ثم في كلام الشافعية خصوصا المتأخرين منهم تصريح كثير بذلك ولا يبعد أن يكون وجهه أنه تضييع العمر . وأيضا من اشتغل به يميل إلى الفلسفة غالبا فكأن المنع من قبيل سد الذرائع وإلا فليس في المنطق ما ينافي الشرع المبين ( انتهى ) .

وقال بعض الفضلاء : لعل المراد أي مراد المصنف المنطق منطق الفلاسفة ، أما منطق الإسلاميين فلا وجه للقول بحرمته إذ ليس فيه ما يخالف القواعد الإسلامية وقد ألف فيه العلماء الأعلام من [ ص: 126 ] علماء الإسلام كقطب الدين الرازي من المتقدمين ، وأما من المتأخرين الإمام ابن عرفة وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري وسماه الإمام الغزالي معيار العلوم وقال : من لا معرفة له به لا ثقة بعلمه . وسماه ابن سينا خادم العلوم . ( 17 ) قوله : والموسيقي إلخ بكسر القاف كما في شرح التحرير للسيد ميرباد شاه وهو علم الأنغام .

التالي السابق


الخدمات العلمية