الأشباه والنظائر على مذاهب أبي حنيفة النعمان

ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

صفحة جزء
فائدة : قال بعض المشايخ : العلوم ثلاثة : علم نضج وما احترق ; وهو

21 - علم النحو ، وعلم الأصول . [ ص: 130 ] وعلم لا نضج ولا احترق ; وهو علم البيان والتفسير .

23 - وعلم نضج واحترق ; وهو علم الفقه والحديث .


( 21 ) قوله : علم النحو والأصول . قال بعض الفضلاء : لأنهما وإن دونت قواعدهما وحررت . لكن لم أقف على ما استنبط منهما من الفروع على غاية بل اختلف أئمتهما فيهما . فيظهر ذلك لمن تأمل في كتب الأصول والأعاريب . [ ص: 130 ] قوله : وعلم لا نضج ولا احترق وهو علم البيان والتفسير . قال بعض الفضلاء : أما علم البيان فإنه يرجع إلى الذوق فلا غاية له لاختلاف الناس فيه . وأما علم التفسير فلأنه لا غاية له يوقف عليها ، ومن أمعن النظر فيه ظهر له ذلك إذ موضوعه فهم مراد الله تعالى من حيث المعاني ووجوه الإعجاز وموقع المناسبات وغير ذلك مما لا يحيط به إلا علام الغيوب ، فكيف يوقف له على غاية ؟ بل إنما يعطى الشخص من ذلك بحسب الإلهام الإلهي وهو لا يقف عند غاية بحيث لا يتعدى إلى غيرها ، ومن وقف على كتب التفسير وتأملها ظهر له ذلك . ( 23 ) قوله : وعلم نضج واحترق وهو علم الفقه والحديث . قال : بعض الفضلاء : فإنهما بلغا نهاية المقصود منهما وهو بيان الحلال والحرام مع ما يعتبر لهما شرعا من الكتاب والسنة .

قال الله تعالى ( { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } ) وقال الله تعالى ( { لتبين للناس ما نزل إليهم } ) وقال صلى الله تعالى عليه وسلم : " { أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله } " إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية