الأشباه والنظائر على مذاهب أبي حنيفة النعمان

ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

صفحة جزء
16 - ومن فروع ذلك ما لو كان لزيد على عمرو ألف مثلا فبرهن عمرو على الأداء ، والإبراء فبرهن زيد على أن له عليه ألفا لم تقبل ، حتى يبرهن أنها حادثة بعد الأداء ، أو الإبراء ، شك في وجود النجس فالأصل بقاء الطهارة ; ولذا قال محمد رحمه الله : حوض تملأ منه الصغار ، والعبيد بالأيدي الدنسة ، والجرار الوسخة يجوز الوضوء منه ما لم يعلم به نجاسة ; ولذا أفتوا بطهارة طين الطرقات ، وفي الملتقط فأرة في الكوز لا يدري أنها كانت في الجرة [ ص: 200 ] لا يقضي بفساد الجرة بالشك ، وفي خزانة الأكمل رأى في ثوبه قذرا وقد صلى فيه ولا يدري متى أصابه يعيدها من آخر حدث أحدثه وفي المني آخر رقدة ( انتهى ) . 18 - يعني احتياطا وعملا بالظاهر .


( 16 ) قوله : ومن فروع ذلك ما لو كان لزيد على عمرو ألف إلخ ، في فتح القدير : علمنا لزيد على عمرو ألفا فأقام عمرو بينته بالأداء ، أو الإبراء فأقام زيد بينته أن عمرا أقر له بألف مطلقا ، لم يثبت بهذه البينة شيء ; لاحتمال أن الألف الذي أقر به هو الألف الذي علمنا وجوبه وقامت البينة بإبرائه فلا تشتغل ذمته بالاحتمال . [ ص: 200 ]

قوله : لا يقضي بفساد الجرة ، مفهومه القضاء بفساد الكون . ( 18 )

قوله : احتياطا .

عملا بالظاهر من قبيل تداخل المفعول لأجله على حد قوله تعالى { { حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون } } قال في الكشاف : أن لا يجدوا : مفعول وناصبه المفعول له الذي هو حزنا قال الطيبي : على التداخل في المفعول ( انتهى ) . هو مما لم ينبه عليه أصحاب متون العربية وشروحها فليحفظ

التالي السابق


الخدمات العلمية