1. الرئيسية
  2. الإيمان لابن منده
  3. ذكر الأخبار الدالة والبيان الواضح من الكتاب أن الإيمان والإسلام اسمان لمعنى واحد
صفحة جزء
37 - ذكر الأخبار الدالة والبيان الواضح من الكتاب أن الإيمان والإسلام اسمان لمعنى واحد إلخ .

وقال الله عز وجل : ( ولا يرضى لعباده الكفر ) .

وقال : ( ورضيت لكم الإسلام دينا ) .

وقال : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) .

وقال : ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ) .

فمدح الله الإسلام بمثل ما مدح به الإيمان وجعله اسم ثناء وتزكية . وأخبر أن من أسلم فهو على نور من ربه وهدى وأخبر أنه دينه الذي ارتضاه ألا ترى أن أنبياء الله ورسله رغبوا فيه إليه وسألوه إياه ، فقال إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم وإسماعيل صلى الله عليه وسلم سألا ، فقالا ( واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ) .

وقال يوسف عليه السلام : ( توفني مسلما وألحقني بالصالحين ) .

وقال : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) . [ ص: 322 ]

وقال : ( إن الدين عند الله الإسلام ) .

وقال عز وجل : ( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب ) ، إلى قوله ( فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) .

وقال : ( وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا ) .

وقال في موضع : ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم ) ، إلى قوله : ( فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ) ، فحكم الله عز وجل بأن من أسلم فقد اهتدى ، ومن آمن فقد اهتدى فسوى بينهما .

وقال في موضع آخر : ( الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ) .

وقال في قصة لوط : ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) .

وقال : ( وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ) . وقال : ( إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ) ، فدل ذلك على أن من آمن فهو مسلم وأن من استحق أحد الاسمين استحق الآخر إذا عمل بالطاعات التي آمن بها ، فإذا ترك منها شيئا مقرا بوجوبها كان غير مستكمل ، فإن جحد منها شيئا كان خارجا من جملة الإيمان والإسلام ، وهذا قول من جعل الإسلام على ضربين : إسلام يقين وطاعة وإسلام استسلام من القتل [ ص: 323 ] والسبي ، قال الله عز وجل : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ) .

وقال : ( ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) .

165 - أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى ، وعبد الله بن إبراهيم ، قالا : ثنا أبو مسعود ، أنبأ عبد الله بن نمير ، (ح) وأنبأ محمد بن يعقوب الشيباني ، ثنا محمد بن شاذان ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأ جرير ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي ، قال : قلت : يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك ، قال : " قل آمنت بالله ثم استقم " . ا ه .

زاد ابن نمير قال : قلت ما أكثر ما تخاف علي فأشار بيده إلى لسانه . ا ه .

رواه جماعة ، عن هشام منهم أبو أسامة ، وابن نمير وغيرهما . وروى إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز العامري ، عن سفيان بن عبد الله نحوه . ا هـ .

التالي السابق


الخدمات العلمية