1. الرئيسية
  2. الإيمان لابن منده
  3. ذكر ما يدل على أن ابتداء الإيمان أن يؤمن العبد بالله عز وجل وحده وكتبه ورسله
صفحة جزء
4 - ذكر ما يدل على أن ابتداء الإيمان أن يؤمن العبد بالله عز وجل وحده وكتبه ورسله . . . . إلخ .

4 - أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن الصباح ، ثنا محمد بن عيسى الزجاج ، وأخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب ، وعلي بن محمد بن نصر ، قالا : ثنا إبراهيم بن عبد الله بن حاتم البصري ، ثنا عبد الرحمن بن حماد الشعيثي ، ثنا كهمس بن الحسن ، عن عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، قال [ ص: 125 ] : أول من قال في هذا القدر بالبصرة معبد الجهني ، قال فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين ، قال : فقلنا : لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسأله عما يقول هؤلاء في القدر ، قال : فوافقنا عبد الله بن عمر وهو داخل المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن يساره ، قال : فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن إنه ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ، ويتقفرون العلم ويزعمون أن لا قدر ، إنما الأمر أنف ، قال : فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم ، وأنهم مني براء ، والذي يحلف به عبد الله لو كان لأحدهم مثل أحد ذهبا ، ثم أنفقه ما قبل منه حتى يؤمن بالقدر ، ثم قال : حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : بينما نحن عند نبي الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد سواد الشعر ، شديد بياض الثياب لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ، وأسند ركبته إلى ركبته ، ووضع كفيه على فخذيه ، ثم قال : يا محمد ، أخبرني عن الإسلام ، ما الإسلام ؟ ، قال : تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ، قال : صدقت ، قال : فعجبنا له يسأله ويصدقه ، ثم قال : أخبرني عن الإيمان ، ما الإيمان ؟ ، قال : " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر كله خيره وشره " ، قال : صدقت ، قال : أخبرني عن الإحسان ، ما الإحسان ؟ ، قال : " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ، قال : فأخبرني عن الساعة ، قال : " ما المسئول عنها بأعلم بها من السائل " ، قال : فأخبرني عن أمارتها ، قال : " أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " ، ثم انطلق ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : فلبثت ثلاثا ، ثم قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : " يا عمر هل تدري من السائل ؟ " ، قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " فإنه جبريل عليه السلام أتاكم [ ص: 126 ] يعلمكم دينكم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية