صفحة جزء
5 - ذكر ما يدل على أن من الإيمان أن يؤمن بالقدر خيره وشره .

5 - أخبرنا محمد بن إبراهيم بن مروان ، ويحيى بن عبد الله بن الحارث الدمشقيان ، قالا : أنبأ أحمد بن علي بن سعيد ، ثنا أبو خيثمة زهير بن حرب ، وأنبأ محمد بن محبوب ، ثنا محمد بن عيسى بن سورة ، ثنا [ ص: 127 ] حسين بن حريث ، ثنا وكيع ، ثنا كهمس بن الحسن ، عن عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، قال : أول من قال في القدر معبد الجهني ، قال : فخرجت أنا وحميد بن عبد الرحمن فأتينا المدينة فدخلنا المسجد فقلت لصاحبي : لو لقينا رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما أحدث هؤلاء القوم ، قال : فإذا ابن عمر خارج من المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي وظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي ، قال : فقلت : يا أبا عبد الرحمن إن قبلنا قوما يقرؤون القرآن ، ويتقفرون العلم يزعمون أن لا قدر وإنما الأمر أنف ، قال : فإذا لقيت أولئك فأعلمهم أني منهم بريء ، وأنهم مني براء والذي يحلف به ابن عمر لو أن أحدهم أنفق مثل أحد ذهبا ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر خيره وشره ، ثم قال : حدثنا عمر بن الخطاب قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فألزق ركبته بركبته ، ثم قال : يا محمد ما الإيمان ؟ ، قال : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره " ، قال : فما الإسلام ؟ ، قال : " شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة [ ص: 128 ] ، وحج البيت ، وصوم رمضان " ، قال : صدقت ، فما الإحسان ؟ ، قال : " تعبد الله كأنك تراه فإن لم تره فإنه يراك " ، فقال في كل ذلك يقول له : صدقت ، قال : فعجبنا منه يسأله ويصدقه ، قال : فمتى الساعة ؟ ، قال : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " ، قال : فما أمارتها ؟ ، قال : " أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة أصحاب الشاء يتطاولون في البنيان " ، قال عمر : فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بثلاث ، فقال : " يا عمر هل تدري من السائل ؟ ، ذاك جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم معالم دينكم " [ ص: 129 ] [ ص: 130 ] .

6 - أنبأ أحمد بن محمد بن عمر الوراق ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا كهمس بن الحسن ، ثنا ابن بريدة (ح) ، ويزيد ، أنبأ كهمس ، عن ابن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، سمع ابن عمر ، يقول : حدثني عمر بن الخطاب ، قال : بينا نحن ذات يوم عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلع رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبته إلى ركبته ، ووضع كفيه على فخذيه . فذكر الحديث بطوله .

[ ص: 131 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية