1. الرئيسية
  2. الإيمان لابن منده
  3. ذكر وجوب الإيمان بما أتى به المصطفى عليه السلام عن الله عز وجل من الكتاب والحكمة
صفحة جزء
681 - أخبرنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو ، ثنا يونس بن عبد الأعلى ، أنبأ عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب الزهري ، قال : حدثني عروة بن الزبير ، أن عائشة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته ، قالت : كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يخلو بغار حراء ، فيبيت فيه الليالي أولات العدد ، قبل أن يرجع إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها ، حتى فجئه الحق ، وهو بحراء ، فجاءه الملك ، فقال : اقرأ ، فقال : " ما أنا بقارئ " ، قال : " فأخذني ، فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني " ، فقال : اقرأ . قلت : " ما أنا بقارئ " ، قال : " فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني " ، فقال : اقرأ . قلت : " ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد " ، فقال : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) حتى بلغ ( علم الإنسان ما لم يعلم ) ، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف حتى دخل على خديجة ، فقال : " زملوني " ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، ثم قال لخديجة : " أي خديجة ، مالي " ، قال : فأخبرها الخبر ، قالت : فقال : " لقد خشيت على نفسي " ، فقالت [ ص: 690 ] خديجة : كلا والله لا يخزيك الله أبدا ، والله إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق " ، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ، وكان عم خديجة أخو أبيها ، وكان امرءا قد تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العربي ، وكان يكتب الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا كبيرا قد عمي ، فقالت له خديجة : أي ابن عم اسمع من ابن أخيك ، قال ورقة بن نوفل : ابن أخي ماذا ترى ؟ ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى ، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي نزل على موسى عليه السلام ، يا ليتني فيها جذعا ، يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أو مخرجي هم ؟ " ، قال : نعم ، لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤيدا ، ثم لم يلبث ورقة أن توفي ، وفتر الوحي فترة ، حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا ، فغدا من أجله مرارا لكي يتردى من ذروة شاهق جبال الحرم ، فكلما أوفى ذروة جبل لكي يلقي نفسه ، تبدى له جبريل ، فقال : يا محمد إنك رسول الله ، فيسكن لذلك جأشه ، ويبقي نفسه فيرجع ، فإذا طال عليه فترة الوحي غدا ، لمثل ذلك فإذا أوفى على ذروة الجبل تبدى له جبريل عليه السلام ، فقال مثل ذلك . ا ه .

التالي السابق


الخدمات العلمية