1. الرئيسية
  2. الإيمان لابن منده
  3. ذكر وجوب الإيمان بما أخبر به المصطفى عليه السلام عن الإسراء قبل أن يوحى إليه
صفحة جزء
715 - أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى بن مندة ، ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات ، أنبأ عبد الصمد بن عبد الوارث ، ثنا هشام الدستوائي ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني آت ، أو قال أتاني ثلاثة ، وأنا عند الكعبة بين النائم واليقظان ، فقال الأوسط : من الثلاثة بين الرجلين ، فأتاني وشق بطني من هذه من هذه " . قال قتادة : فقلت لرجل إلى جنبي : ما يعني : من هذه إلى هذه ؟ ، قال : يعني : من ثغره إلى نحره إلى أسفل بطنه " ، قال : " فاستخرج قلبي " ، قال : " وأتيت بطست من ذهب فغسل فيها بماء زمزم فملئ إيمانا وحكمة ، ثم غسل بماء زمزم فأعيد ، ثم [ ص: 723 ] أتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل أبيض يقال له : البراق ، يضع خطوه عند أقصى طرفه ، فحملت عليه ثم صعد جبريل إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل ، فقيل : : من ذا ؟ ، قال : جبريل ، قال : من معك ؟ ، قال : محمد عليه السلام ، قيل : : قد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، قال : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، ففتح لنا ، فلما خلصت إليها إذا فيها آدم ، قلت : من هذا يا جبريل ؟ ، قال : هذا أبوك آدم ، فسلمت عليه فرد علي ، فقال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ، ثم صعد جبريل حتى أتينا السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل : من ذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : من معك ؟ ، قال محمد ، قيل : قد أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء . قال : ففتح لنا ، فلما خلصت إليها إذا فيها أبناء الخالة عيسى ، ويحيى عليهما السلام ، قلت : يا جبريل من هذان ؟ ، قال : هذان أبناء الخالة يحيى ، وعيسى ، فسلمت عليهما ، فقالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، وردا السلام ، ثم صعد حتى أتينا السماء الثالثة فاستفتح جبريل ، فقيل : من ذا ؟ ، قال جبريل ، قال : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قال : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قال : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، قال : ففتح لنا ، فلما خلصت إليها إذا فيها يوسف ، قلت لجبريل : من هذا ؟ ، قال أخوك يوسف فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم صعد حتى أتينا السماء الرابعة فاستفتح جبريل ، فقال : من ذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : من معك ؟ ، قال محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قال : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، ففتح لنا ، فلما خلصت إليها إذا فيها إدريس ، قال الله عز وجل : ( ورفعناه مكانا عليا ) ، قلت لجبريل : من هذا ؟ ، قال : أخوك إدريس فسلم عليه ، فسلمت عليه فرد السلام ، وقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم صعد حتى أتينا السماء الخامسة فاستفتح جبريل ، فقيل : من ذا ؟ ، قال : جبريل ، قال : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، فلما خلصت إليها فإذا فيها هارون ، قلت [ ص: 724 ] : يا جبريل ، من هذا ؟ ، قال : هذا هارون أخوك فسلم عليه ، فسلمت عليه فرد السلام ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم صعدنا حتى أتينا السماء السادسة فاستفتح جبريل ، فقيل : من ذا ؟ ، قال : جبريل قيل : من معك ؟ ، قال محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، ففتح لنا فلما خلصت إليها إذا فيهاموسى عليه السلام ، قلت : يا جبريل ، من هذا ؟ ، قال : هذا موسى فسلم عليه ، فسلمت عليه فرد السلام ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، فلما جاوزته بكى ، فقيل : ما يبكيك ؟ ، قال : أبكي أن غلاما بعث من بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر من أمتي ، ثم صعدنا حتى أتينا السماء السابعة فاستفتح جبريل ، فقيل : من ذا ؟ ، فقال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قال : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، ففتح لنا ، فلما خلصت إليها إذا فيها إبراهيم عليه السلام ، فقلت : يا جبريل ، من هذا ؟ ، قال : هذا أبوك إبراهيم عليه السلام فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد عليه السلام ، فقال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح . ثم رفعت إلى البيت المعمور فإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لا يعودون إليه آخر ما عليهم ، ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فإذا ورقها مثل آذان الفيلة وإذا نبقها مثل قلال هجر ، وإذا في أصلها يخرج منه نهران ظاهران ونهران باطنان ، قلت : يا جبريل ما [ ص: 725 ] هذان النهران ؟ ، قال : أما الباطنان فنهران في الجنة ، وأما الظاهران فالنيل والفرات ، وأتيت بإناء من لبن وإناء من خمر ، قال : فشربت اللبن ، فقيل لي : هذه الفطرة أنت عليها وأمتك ، ثم فرضت علي الصلاة خمسون صلاة في كل يوم وليلة ، فأتيت على موسى ، فقال : بم أمرت ؟ ، قلت : بخمسين صلاة كل يوم ، قال : إن أمتك لا تستطيع ذاك ، قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ، فرجعت إلى ربي فوضع عني عشرا ، فلم يزل يتردد بين ربه وبين موسى عليه السلام حتى بلغت خمسا ، فقال له موسى : ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم ، قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فقلت : لا ، بل أرضى وأسلم ، فانصببت وناداني مناد من فوقي : أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي ، الحسنة بعشر أمثالها " . ا هـ .

أنبأ عمرو بن محمد بن منصور ، ومحمد بن يونس ، ثنا الحسين بن محمد بن زياد القباني (ح) ، وأنبأ محمد بن إبراهيم بن الفضل ، ومحمد بن يعقوب قالا : ثنا أحمد بن سلمة ، قال : ثنا إسحاق بن إبراهيم : أنبأ معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن قتادة ، ثنا أنس بن مالك ، عن مالك ، عن ابن صعصعة (ح) ، وأنبأ أحمد بن إسحاق ، ثنا يوسف بن يعقوب ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا سعيد ، وهشام بن أبي عبد الله ، ثنا قتادة ، عن أنس ، عن مالك بن صعصعة نحوه . ا هـ . [ ص: 726 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية