1. الرئيسية
  2. الإيمان لابن منده
  3. ذكر وجوب الإيمان بما أخبر به المصطفى عليه السلام عن الإسراء قبل أن يوحى إليه
صفحة جزء
716 - أنبأ محمد بن يعقوب بن يوسف ، وأحمد بن محمد بن إبراهيم أبو عمرو ، قالا : ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان ، ثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ، ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة بن دعامة ، عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول : أحد الثلاثة بين الرجلين ، قال : فأتيت فانطلق بي ، ثم أتيت بطست من ذهب فيها ماء زمزم فشرح صدري إلى كذا وكذا " . قال قتادة : قلت لصاحبي : ما يعني ؟ ، قال : إلى أسفل بطني ، " فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه . قال : وحشي أو قال : وكنز إيمانا وحكمة ، الشك من سعيد ، قال : " ثم أتيت بدابة أبيض يقال له : البراق فوق الحمار ودون البغل يضع خطوه عند أقصى طرفه ، فحملت عليه ومعي صاحبي لا يفارقني ، فانطلقنا حتى أتينا السماء الدنيا فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، قال جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قالوا : أو قد بعث إليه ؟ ، قال : نعم بعث ، قال : ففتح لنا ، وقالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على آدم ، فقلت : يا جبريل من هذا ؟ ، فقال : هذا أبوك آدم ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ، ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثانية فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ، قال : نعم ، قال ففتح لنا وقالوا مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، قال : فأتيت على يحيى ، وعيسى عليهما السلام " ، قال سعيد : أحسبه قال : ابنا الخالة ، " فسلمت عليهما فقالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثالثة فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، فقال جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على يوسف ، فقلت : يا جبريل من هذا ؟ ، قال : هذا أخوك يوسف ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الرابعة فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على إدريس ، فقلت : من هذا يا جبريل ؟ ، قال : هذا أخوك إدريس ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح " ، قال [ ص: 727 ] سعيد : وكان قتادة يقول عندها : قال الله عز وجل : ( ورفعناه مكانا عليا ) ، " ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الخامسة فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ، ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على هارون ، فقلت : يا جبريل من هذا ؟ ، قال : هذا أخوك هارون ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السادسة فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قالوا : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ، ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على موسى عليه السلام ، فقلت : يا جبريل من هذا ؟ ، قال : أخوك موسى ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، قال : فلما جاوزته بكى فنودي : ما يبكيك ؟ ، قال : يا رب ، هذا غلام بعثته بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي ، ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السابعة فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ، ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على إبراهيم عليه السلام ، فقلت : من هذا يا جبريل ؟ ، قال : هذا أبوك إبراهيم عليه السلام ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ، ثم رفع لنا البيت المعمور ، فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ ، قال : هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك حتى إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخر ما عليهم ، ثم رفعت لنا سدرة المنتهى ، فحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن ورقها مثل آذان الفيلة ، وإن نبقها مثل قلال هجر ، وحدث النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى أربعة أنهار يخرجن من أصلها ، نهران باطنان ونهران ظاهران ، فقلت : ما هذه الأنهار يا جبريل ؟ ، فقال : أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات ، قال : فأتيت بإنائين أحدهما خمر والآخر لبن فعرضا علي فاخترت اللبن ، فقيل لي : أصبت أصاب الله بك أمتك على الفطرة ، قال : وفرضت علي خمسون صلاة في كل يوم أو قال أمرت بخمسين صلاة كل يوم " ، الشك من سعيد ، " فجئت حتى [ ص: 728 ] أتيت على موسى ، فقال لي : بم أمرت ؟ ، فقلت : أمرت بخمسين صلاة كل يوم ، قال : إني قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، وإن أمتك لا يطيقون ذلك ، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ، فرجعت فحط عني خمس صلوات ، فما زلت أختلف بين ربي وبين موسى ، كلما أتيت عليه قال لي مثل مقالته حتى رجعت بخمس صلوات كل يوم ، فلما أتيت على موسى ، قال لي : بم أمرت ؟ ، قلت : أمرت بخمس صلوات كل يوم ، فقال لي : إني بلوت الناس من قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا يطيقون ذلك ، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ، فقلت : لقد رجعت إلى ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم ، قال : فنوديت أو قال : ناداني مناد " ، الشك من سعيد ، " إني قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وجعلت بكل حسنة عشر أمثالها " .

أنبأ خيثمة ، ومحمد بن يعقوب ، قالا : ثنا يحيى بن جعفر ، ثنا عبد الوهاب ، وروح (ح) ، وأنبأ عبد الله بن محمد بن الحارث ، ثنا إسماعيل بن بشر ، ثنا مكي بن إبراهيم كلهم عن سعيد نحوه ، ا هـ .

وأنبأ محمد بن إبراهيم بن الفضل ، وأحمد بن إسحاق ، قالا : ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا محمد بن بشار ، ثنا ابن أبي عيسى ، عن سعيد نحوه . رواه خالد بن الحارث ، وغيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية