1. الرئيسية
  2. الإيمان لابن منده
  3. ذكر وجوب الإيمان بما أخبر به المصطفى عليه السلام عن الإسراء قبل أن يوحى إليه
صفحة جزء
717 - أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيوب ، ثنا محمد بن حرب ، ثنا عفان بن مسلم ، (ح) قال : وثنا موسى بن الحسن النسائي ، ثنا هدبة بن خالد ، (ح) وأنبأ محمد بن يعقوب الشيباني ، ثنا عمران بن موسى ، (ح) وأنبأ حسان ، ثنا الحسن بن عامر ، قال : ثنا هدبة ، قال : ثنا همام بن يحيى ، ثنا قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة : أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسري به ، قال : " بينما أنا في الحطيم ، وربما قال في الحجر ، مضطجعا إذ أتاني آت ، قال : فأتاني فقعد ، قال : وسمعته يقول : فشق ما بين هذه إلى هذه " ، فقلت للجارود وهو إلى جنبي : ما يعني ؟ ، قال : من ثغرة نحره إلى كذا شعرته ، قال : وسمعته يقول : من [ ص: 729 ] قصه إلى شعرته ، فاستخرج قلبي ، ثم أتيت بطست من ذهب مملوء إيمانا وحكمة فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد ، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض " فقال له الجارود : هو البراق يا أبا حمزة ؟ ، قال أنس : نعم ، يقطع خطوته عند أقصى طرفه ، " فحملت عليه ، فانطلق بي جبريل عليه السلام حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قيل : مرحبا به ، ونعم المجيء جاء ، ففتح لنا ، فلما خلصت فإذا فيها آدم ، قال : هذا أبوك آدم فسلم عليه ، قال : فسلمت عليه فرد السلام ثم قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ، ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قيل : مرحبا به ، فنعم المجيء جاء ، ففتح ، فلما خلصت فإذا يحيى ، وعيسى عليهما السلام وهما ابنا الخالة ، قال : هذا يحيى ، وعيسى فسلم عليهما ، قال : فسلمت فردا ، ثم قالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : أو قد أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قيل : مرحبا به ، فنعم المجيء جاء ، ففتح فلما خلصت إذا يوسف عليه السلام ، قال : هذا يوسف فسلم عليه ، قال : فسلمت عليه فرد ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم صعد بي حتى أتينا السماء الرابعة ، فإذا إدريس عليه السلام ، فقال : هذا إدريس فسلم عليه ، فسلمت عليه فرد ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم صعد بي حتى أتينا السماء الخامسة فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قيل : مرحبا به ، فنعم المجيء جاء ، ففتح فلما خلصت فإذا هو هارون عليه السلام ، قال : هذا هارون فسلم عليه ، قال : فسلمت عليه فرد السلام ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم [ ص: 730 ] صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قيل : مرحبا به ، فنعم المجيء جاء ، ففتح فلما خلصت فإذا موسى عليه السلام ، قال : هذا موسى فسلم عليه ، فسلمت عليه فرد ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، فلما تجاوزت بكى ، فقيل : ما يبكيك ؟ ، قال : أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي ، ثم صعد بي حتى أتى السماء السابعة فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : نعم ، قيل : مرحبا به ، فنعم المجيء جاء ، ففتح ، فلما خلصت فإذا إبراهيم صلى الله عليه وسلم ، قال : هذا أبوك إبراهيم فسلم عليه ، قال : فسلمت عليه فرد السلام ، ثم قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ، ثم رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر ، وإذا أوراقها مثل آذان الفيلة ، قال : هذه سدرة المنتهى فإذا أربعة أنهار : نهران باطنان ونهران ظاهران ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ ، قال : أما الباطنان فنهران في الجنة ، وأما الظاهران فالنيل والفرات ، ثم رفع لي البيت المعمور " .

قال قتادة : وثنا الحسن ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه [ ص: 731 ] وسلم : " إن البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون فيه " .

ثم رجع إلى حديث أنس : " ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذت اللبن فقال : هي الفطرة أنت عليها وأمتك ، ثم فرضت علي الصلاة كل يوم خمسون صلاة ، فرجعت فمررت على موسى عليه السلام ، فقال : بم أمرت ؟ ، قلت : أمرت بخمسين صلاة كل يوم ، قال : إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم ، وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ، فرجعت فوضع عني عشرا ، فرجعت إلى موسى ، فقال : بم أمرت ؟ ، قلت : أمرت بأربعين صلاة كل يوم ، قال : إن أمتك لا تستطيع أربعين صلاة ، وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ، فرجعت فوضع عني عشرا ، فرجعت إلى موسى ، فقال : بم أمرت ؟ ، فقلت : أمرت بثلاثين صلاة كل يوم ، قال : إن أمتك لا تستطيع ثلاثين صلاة وإني قد جربت الناس من قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ، فرجعت فوضع عني عشرا ، فرجعت إلى موسى ، فقال : بم أمرت ؟ ، قلت : أمرت بعشرين صلاة كل يوم ، قال : إن أمتك لا تستطيع لعشرين صلاة ، وإني قد جربت الناس من قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ، فرجعت فوضع عني عشرا ، فرجعت إلى موسى ، فقال : بم أمرت ؟ ، قلت : أمرت بعشر صلوات كل يوم ، قال : إن أمتك لا تستطيع لعشر صلوات ، وإني قد جربت الناس من قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ، فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم ، فرجعت إلى موسى ، قال : بم أمرت ؟ ، قال : أمرت بخمس صلوات كل يوم ، فقال : إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم ، وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فسله التخفيف لأمتك ، قال : قد سألت ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم ، فلما جاوزت ناداني مناد : أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي ، ثم ذكر عن الحسن مرسلا إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى خمس صلوات " . ا هـ . [ ص: 732 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية