1. الرئيسية
  2. الإيمان لابن منده
  3. ذكر وجوب الإيمان بما أخبر به المصطفى عليه السلام عن الإسراء قبل أن يوحى إليه
صفحة جزء
718 - وأنبأ أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود ، ثنا يونس بن محمد المؤدب ، ثنا شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية النحوي ، عن قتادة ، ثنا أنس بن مالك ، أن مالك بن صعصعة ، حدثهم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : " بينا أنا عند الكعبة بين النائم واليقظان إذ سمعته فقال : أحد الثلاثة بين الرجلين . فأتيت بطست من ذهب مملوء من ماء زمزم فشق ما بين صدري إلى بطني ، فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه وملئ إيمانا وحكمة ، ثم أتيت بدابة أبيض يقال له البراق فوق الحمار ودون البغل يضع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه ، فانطلقنا حتى انتهينا إلى سماء الدنيا وصاحبي معي لا يفارقني ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، ففتح له ، وقال : مرحبا به ، ونعم المجيء جاء ، فأتيت على آدم عليه السلام ، فقلت : يا جبريل من هذا ؟ ، قال : هذا أبوك آدم فسلمت عليه ، قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ، قال فانطلقنا حتى أتينا السماء الثانية فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، ففتح له ، قالوا : مرحبا به ، ونعم المجيء جاء ، قال : فأتينا على يحيى ، وعيسى عليهما السلام وهما ابنا الخالة ، قال : فقلت لجبريل : من هذان ؟ ، قال : هذا عيسى ، ويحيى ، فسلمت عليهما ، فقالا : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثالثة فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، ففتح له ، فقال : مرحبا به ، ونعم المجيء جاء . قال : فأتينا على يوسف عليه السلام ، فقلت : يا جبريل من هذا ؟ ، قال : هذا يوسف ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، قال : ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الرابعة ، قال : فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، قال جبريل ، قال : قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : أو قد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، ففتح له ، قالوا [ ص: 733 ] : مرحبا به ، ونعم المجيء جاء ، قال : فأتينا على إدريس عليه السلام ، فقلت : من هذا يا جبريل ؟ ، قال : هذا إدريس ، قال : فسلمت عليه ، قال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الخامسة فاستفتح جبريل ، فقيل : من معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : أو قد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، ففتح له قالوا : مرحبا به ، ونعم المجيء جاء ، قال : فأتينا على هارون ، قال : فسلمت عليه ، قال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، قال : ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السادسة فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : أو قد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، ففتح له ، قال : مرحبا به ، ونعم المجيء جاء ، قال : فأتينا على موسى عليه السلام فقلت : من هذا يا جبريل ؟ ، قال : هذا موسى عليه السلام ، قال : فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، فلما جاوزته بكى ، فقيل : ما يبكيك ؟ ، فقال : رب هذا غلام بعثته بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي ، قال : ثم انطلقنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ ، قال : هذا جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : أو قد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، ففتح له ، قالوا : مرحبا به ، ونعم المجيء جاء ، فأتينا على إبراهيم ، فقلت : من هذا يا جبريل ؟ ، قال : هذا أبوك إبراهيم عليه السلام ، قال : فسلمت عليه ، قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ، ثم رفعت لي سدرة المنتهى ، فإذا أوراقها مثل آذان الفيول ، وإذا نبقها مثل قلال هجر ، وإذا أربعة أنهار يخرجن من أصلها : نهران ظاهران ونهران باطنان ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ ، فقال : أما النهران الظاهران فالنيل والفرات ، وأما الباطنان فنهران في الجنة ، فأتيت بإنائين أحدهما خمر والآخر لبن ، فأخذت اللبن ، فقال جبريل : أصبت الفطرة ، قال : وفرضت علي في كل يوم وليلة خمسون صلاة ، فأقبل بهن نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى على موسى ، فقال : بم أمرت ؟ ، قال : فقلت : بخمسين صلاة كل يوم وليلة ، قال : إني قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا [ ص: 734 ] تطيق ذلك ، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ، قال : فرجعت إلى ربي ، قال : فحط عني خمسا ، ثم أتيت على موسى ، فقال : بم أمرت ؟ ، فأخبرته ، فقال : إني بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فما زلت أختلف بين ربي عز وجل وموسى عليه السلام حتى صيرت إلى خمس صلوات ، فأتيت على موسى ، فقال : بم أمرك ربك ؟ ، فقلت : بخمس صلوات ، فقال : إن أمتك لا يطيقون ذلك ، وإني قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك . قال : فقلت : لقد اختلفت إلى ربي حتى استحييت ولكني أسلم وأرضى ، فلما جاوزته نوديت : إني قد خففت عن عبادي وأمضيت فريضتي وجعلت كل حسنة عشر أمثالها . وزعم أن حديث أنس انتهى إلى هاهنا ثم ذكر الحديث عن الحسن مرسلا " . ا هـ .

أنبأ الحسن بن منصور ، وأحمد بن عبيد الحمصي قالا : ثنا موسى بن عيسى المنذري ، ثنا أحمد بن خالد ، ثنا شيبان أبو معاوية ، عن قتادة ، عن أنس ، عن مالك بن صعصعة وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . ا هـ .

رواه يحيى بن أبي طالب ، عن يزيد بن هارون ، عن شيبان . " أخرجناه في غير هذا الموضع " . ا هـ .

أنبأ أحمد بن إسحاق بن أيوب ، ثنا محمد بن حرب ، ثنا علي بن عثمان البصري ، ثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث . ا هـ .

التالي السابق


الخدمات العلمية