صفحة جزء
807 - أنبأ محمد بن يعقوب بن يوسف ، ثنا محمد بن إسحاق أبو بكر الصاغاني ، (ح) وأنبأ أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم ، ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو بن صفوان ، قالا : ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، ثنا شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، قال : أخبرني سعيد بن المسيب ، وعطاء بن يزيد الليثي ، أن أبا هريرة ، أخبرهما أن الناس قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ ، فقال : " هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه حجاب ؟ " ، قالوا : لا يا رسول الله ، قال : " فهل تمارون في الشمس ليس دونها حجاب ؟ " ، قالوا : لا يا رسول الله ، قال : " فإنكم ترونه كذلك ، يحشر الله الناس يوم القيامة ، فيقال : من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فمنهم من يتبع الشمس ، ومنهم من يتبع القمر ، ومنهم من يتبع الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ، قال : فيأتيهم الله عز وجل في غير صورته التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك ، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا عز وجل ، فإذا جاء ربنا عز وجل [ ص: 790 ] عرفناه ، فيأتيهم الله عز وجل في صورته التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا ، ويدعوهم ، ويضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أول من يجيز بأمتي من الرسل ، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل ، ودعوى الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم ، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان ، هل رأيتم شوك السعدان ؟ " ، قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : " فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله عز وجل ، تخطف الناس بأعمالهم ، فمنهم من يوثق بعمله ، ومنهم من يخردل ثم ينجو ، حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن أخرجوا من كان يعبد الله ، فيخرجونهم ويعرفونهم بأثر السجود ، وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود ، فيخرجون من النار قد امتحشوا ، فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ، ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد ، ويبقى رجل بين الجنة والنار هو آخر أهل الجنة دخولا الجنة مقبل بوجهه على النار يقول : يا رب اصرف وجهي عن النار ، فإنه قد قشبني ريحها ، وأحرقني ذكاؤها ، فيقول الله عز وجل : فهل عسيت إن فعلت ذلك بك أن تسأل غير ذلك ؟ ، فيقول : لا وعزتك ، فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق فيصرف الله وجهه عن النار ، فإذا أقبل بوجهه على الجنة فرأى بهجتها فيسكت ما شاء الله أن يسكت ، ثم قال : يا رب قدمني عند باب الجنة ، فيقول الله عز وجل له : ألست قد أعطيت العهود والمواثيق ألا تسأل غير الذي كنت سألت ؟ ، فيقول : يا رب لا أكون أشقى خلقك ، فيقول : فهل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره ، فيقول : لا وعزتك لا أسألك غير ذلك ، فيعطي ربه عز وجل ما شاء من عهد وميثاق فيقدمه إلى باب الجنة ، فإذا بلغ بابها انفهقت له فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور ، فيسكت ما شاء الله أن يسكت ، ثم يقول : يا رب ، أدخلني الجنة ، فيقول الله عز وجل : يا ابن آدم ما أغدرك ، أليس قد أعطيت العهود والمواثيق أن لا تسأل غير الذي أعطيت ؟ ، فيقول : يا رب لا تجعلني أشقى خلقك ، فيضحك الله عز وجل منه ، ثم يأذن له في دخول الجنة ، فيقول له : تمن ، فيتمنى حتى إذا انقطع به قال الله عز وجل : من كذا وكذا فسل ، يذكره ربه عز وجل ، حتى إذا انتهت به الأماني ، قال الله عز وجل : لك ذلك ومثله معه " . قال أبو سعيد الخدري ، لأبي هريرة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال : " لك ذلك وعشرة أمثاله " . قال أبو هريرة : لم أحفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قوله : " لك ذلك [ ص: 791 ] ومثله معه " . قال أبو سعيد : أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ذلك وعشرة أمثاله " . ا ه .

التالي السابق


الخدمات العلمية