صفحة جزء
809 - أخبرنا خيثمة بن سليمان ، ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ، (ح) وأنبأ علي بن محمد بن نصر ، ثنا بشر بن موسى ، قال : ثنا عبد الله بن الزبير الحميدي ، ثنا سفيان بن عيينة ، ثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قالوا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ ، قال : " هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة ؟ " ، قالوا : لا ، قال : " فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة ؟ " . قالوا : لا ، قال : " والذي نفسي بيده ، لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما ، فيلقى العبد ، فيقول : أي فل ، ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع ؟ ، فيقول : بلى أي رب ، فيقول : أفظننت أنك ملاقي ؟ ، فيقول : لا ، فيقول : فإني أنساك كما نسيتني ، ثم يلقى الثاني فيقول : ألم أكرمك وأسودك وأزوجك [ ص: 792 ] وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع ؟ ، قال : فيقول : بلى أي رب ، فيقول : أفظننت أنك ملاقي ؟ ، فيقول : لا ، فيقول : فإني أنساك كما نسيتني ، ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك ، فيقول : يا رب ، آمنت بك وبكتابك وبرسولك وصليت وصمت وتصدقت ، ويثني بخير ما استطاع ، قال : فيقول : هاهنا إذا ، قال : ثم يقال له : ألا نبعث شاهدا عليك ؟ ، فيفكر في نفسه من الذي يشهد علي ؟ ، فيختم على فيه ويقال لفخذه ولحمه وعظامه : انطقي ، فينطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله ما كان ، وذلك ليعذر من نفسه ، وذلك المنافق ، وذلك الذي يسخط الله عليه ، ثم ينادي مناد : ألا اتبعت كل أمة ما كانت تعبد من دون الله عز وجل ، فيتبع الشيطان والصليب أولياؤهم إلى جهنم ، قال : ويبقى أيها المؤمنون ، قال : وبقينا أيها المؤمنون ، قال : فيأتينا ربنا وهو ربنا عز وجل وهو يسلمنا ، فيقول : على ما هؤلاء ؟ ، فنقول : نحن عباد الله المؤمنون ، آمنا بالله لا نشرك به شيئا ، وهذا مقامنا حتى يأتينا ربنا عز وجل " .

وفي حديث بشر : " وهو يأتينا " ، قال : " ثم ينطلق حتى يأتي الجسر وعليه كلاليب من نار يتخطف الناس ، فعند ذلك حلت الشفاعة ، اللهم سلم اللهم سلم ثلاثا ، فإذا جازوا الجسر فكل من أنفق زوجا مما ملكت يمينه من المال في سبيل الله فكل خزنة الجنة يدعوه : يا عبد الله يا مسلم مرتين ، هذا خير فتعال " ، قال أبو بكر : يا رسول الله ، إن هذا العبد لا توى عليه يدع بابا ويلج من آخر ، قال : فضربه النبي صلى الله عليه وسلم بيده ، ثم قال : " والذي نفسي بيده ، إني لأرجو أن تكون منهم "
. مشهور عن ابن عيينة ، رواه ابن أبي حازم ، وأبو معاوية مختصرا ، ورواه ابن إدريس وغيره عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، وآخر الحديث رواه الزهري ، عن حميد ، عن أبي هريرة . ا ه . [ ص: 793 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية