صفحة جزء
865 - أنبأ محمد بن الحسن أبو طاهر ، ثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي ، (ح) وأنبأ أحمد بن محمد بن إبراهيم ، ثنا موسى بن عيسى الطوسي ، قال : ثنا الحسين بن محمد المروذي ، ثنا شيبان بن عبد الرحمن ، عن قتادة ، ثنا أنس بن مالك ، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " يجمع المؤمنون يوم القيامة فيهتمون لذلك ، يقولون : لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا . قال : فينطلقون حتى يأتون آدم عليه السلام ، فيقولون : يا آدم أنت أبو الناس خلقك الله بيده ، وأسجد لك ملائكته ، وعلمك أسماء كل شيء ، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا . قال : فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب من أكل الشجرة ، ائتوا نوحا ، فإنه أول رسول بعثه الله فيأتون نوحا عليه السلام ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب من سؤال الله ما ليس له به علم ، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن عز وجل ، فيأتون إبراهيم ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر كذباته الثلاث : قوله إني سقيم ، وقوله : فعله كبيرهم هذا ، وقوله لامرأته : أخبريه أني أخوك فإني سأخبر أنك أختي فإنا إخوان في كتاب الله ، ليس في الأرض مؤمنان غيرنا ، قال : يقول إبراهيم : ولكن ائتوا موسى عليه السلام الذي كلم الله عز وجل وأعطي التوراة . قال : فيأتون موسى ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب من قتل الرجل ، ولكن ائتوا عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله كلمة الله وروحه . فيأتون عيسى عليه السلام ، فيقول : لست هناكم ، ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فيأتوني فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي ، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال لي : ارفع محمد ، قل نسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، فأرفع رأسي فأحمد ربي بحمد يعلمنيه ، ثم أشفع ، فيحد لي حدا ، فأخرجه من النار وأدخله الجنة ، ثم أعود إلى ربي عز وجل الثانية ، فإذا [ ص: 837 ] رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقال لي : ارفع رأسك محمد ، وقل نسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، فأرفع رأسي فأحمد ربي بحمد يعلمنيه ، ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرجه من النار وأدخله الجنة ، ثم أعود إلى ربي الثالثة ، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال لي : ارفع رأسك محمد ، قل نسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، فأرفع رأسي فأحمد ربي بحمد يعلمنيه الله ثم أشفع ، فيحد لي حدا فأخرجه من النار وأدخله الجنة ، قال : ثم أعود إلى ربي الرابعة ، فأقول : يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ، يقول : أوجب عليه الخلود . وقال : ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) . رواه يونس المؤدب ، وروى هذا الحديث حماد ، عن ثابت ، عن أنس بطوله . ا هـ .

التالي السابق


الخدمات العلمية