صفحة جزء
882 - أخبرنا محمد بن إبراهيم بن الفضل ، وأحمد بن إسحاق بن أيوب ، ومحمد بن يعقوب ، قالوا : ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأ جرير بن عبد الحميد ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن أبي هريرة ، قال : وضعت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قصعة من ثريد فتناول الذراع ، وكان أحب الشاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنهس نهسة ، فقال : " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة " ، ثم نهس أخرى ، فقال : " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة " ، فلما رأى أن أصحابه لا يسألونه ، قال : " ألا تقولون كيف ؟ " ، قالوا : يا رسول الله كيف ؟ ، قال : " يقوم الناس لرب العالمين يسمعهم الداعي وينفذهم البصر [ ص: 852 ] ، وتدنو الشمس من رؤوسهم فيشتد عليهم حرها ويشق عليهم دنوها منهم ، قال : فينطلقون من الضجر ، والجزع مما هم فيه فيأتون آدم ، فيقولون : أنت آدم أبو البشر ، خلقك الله بيده ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، اشفع لنا إلى ربنا ، ألا ترى ما نحن فيه من الشر ؟ ، فيقول آدم : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وكان أمرني أمرا فعصيته وأطعت الشيطان ، نهاني عن الشجرة فعصيته وأخاف أن يطرحني في النار ، انطلقوا إلى غيري ، نفسي نفسي ، قال : فينطلقون فيأتون إلى نوح عليه السلام ، فيقولون : يا نوح أنت نبي الله وأول رسل الله ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه من الشر ؟ ، فيقول نوح : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وإنه كانت لي دعوة فدعوت بها على قومي فأهلكوا ، وإني أخاف أن يطرحني في النار ، انطلقوا إلى غيري ، نفسي نفسي ، قال : فينطلقون فيأتون إبراهيم عليه السلام ، فيقولون : يا إبراهيم أنت خليل الله ، قد سمع بخلتك أهل السماء وأهل الأرض ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه من الشر ، فيقول إبراهيم : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وذكر الكوكب قوله : إنه ربي ، وقوله لآلهتهم : هذا كبيرهم ، وقوله : إني سقيم ، وأخاف أن يطرحني في النار ، انطلقوا إلى غيري ، نفسي نفسي . فينطلقون حتى يأتون موسى ، فيقولون : يا موسى أنت نبي الله ، اصطفاك الله برسالاته وكلمك تكليما ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه من الشر ؟ ، فقال موسى : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وإني قتلت نفسا لم أومر بها ، فأخاف أن يطرحني في النار ، انطلقوا إلى غيري ، نفسي نفسي ، فينطلقون حتى يأتوا عيسى ، فيقولون : يا عيسى أنت نبي الله ، أنت كلمة الله وروحه ألقاها إلى مريم وروح منه ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه من الشر ؟ ، فيقول عيسى : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله " ، قال عمارة : ولا أعلمه ذكر ذنبا ، وقال : " إني أخاف أن يطرحني في النار ، انطلقوا إلى غيري ، نفسي نفسي . فينطلقون ، فيأتوني فيقولون : يا محمد أنت رسول الله وخاتم النبيين ، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ، فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ، فيقيمني رب العالمين مقاما لم يقمه [ ص: 853 ] أحدا قبلي ، فيقول : يا محمد اشفع تشفع ، سل تعطه ، فأقول : يا رب أمتي أمتي ، فيقول الله له : أدخل الجنة من لا حساب عليه من أمتك من الباب الأيمن وهم شركاء الناس في الأبواب الأخر ، والذي نفس محمد بيده ، إن ما بين الباب إلى الباب كما بين مكة وهجر " ، أو : " مكة ، وبصرى " ، لا أدري أيهما قال . ا هـ وأنبأ حمزة بن محمد ، ثنا أحمد ، ثنا أبو خيثمة ، ثنا جرير بطوله . ا هـ / 50

التالي السابق


الخدمات العلمية