صفحة جزء
عصمة الله رسوله صلى الله عليه وسلم حين تعاقد المشركون على قتله .

139 - حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال : ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال : ثنا عبد الأعلى بن حماد قال : ثنا مسلم بن خالد قال : حدثني ابن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى [ ص: 193 ] ومناة الثالثة الأخرى ونائلة وإساف ، لو قد رأينا محمدا لقمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله ، فأقبلت ابنته فاطمة تبكي ، حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : هؤلاء الملأ من قومك قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك لقاموا إليك فقتلوك ، فليس منهم رجل إلا قد عرف نصيبه من ديتك ، فقال : يا بنية ائتني بوضوئي ، فتوضأ ، ثم دخل المسجد فلما رأوه قالوا : ها هو ذا ، وخفضوا أبصارهم ، وسقطت أذقانهم في صدورهم ، وعقروا في مجالسهم ، ولم يرفعوا إليه أبصارهم ، ولم يقم إليه منهم رجل ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على رؤوسهم ، فأخذ حفنة من تراب ، فقال : " شاهت الوجوه ، ثم حصبهم فما أصاب رجلا منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر " .

التالي السابق


الخدمات العلمية