صفحة جزء
157 - حدثنا سليمان بن أحمد قال : ثنا مسعدة بن سعد العطار ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال : ثنا عبد العزيز بن عمران قال : حدثني عبد الله وعبد الرحمن ابنا زيد بن أسلم عن أبيهما ، عن عطاء بن يسار ، عن ابن عباس رضي الله عنهما [ ص: 207 ] : أن أربد بن قيس بن جعفر بن خالد بن كلاب ، وعامر بن الطفيل بن مالك قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس ، فجلسا بين يديه ، فقال عامر بن الطفيل : يا محمد ما تجعل لي إن أسلمت ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم . قال عامر : أتجعل لي الأمر إن أسلمت من بعدك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس ذلك لك ولا لقومك ، ولكن أعنة الخيل ، قال : أنا الآن في أعنة خيل نجد ، اجعل لي الوبر ولك المدر . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ، فلما قفا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عامر : أما والله لأملأنها عليك خيلا ورجالا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يمنعك الله . فلما خرج أربد وعامر قال عامر : يا أربد إني أشغل عنك محمدا بالحديث فاضربه بالسيف ، فإن الناس إذا قتلت محمدا لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية ، ويكرهوا الحرب ، فسنعطيهم الدية ، قال أربد : أفعل ؛ فأقبلا راجعين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عامر : يا محمد قم معي أكلمك ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمه ، وسل أربد السيف فلما وضع يده على السيف يبست على قائم السيف ، فلم يستطع سل السيف ، وأبطأ أربد على عامر بالضرب ، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع ، فانصرف عنهما ، فلما خرج عامر وأربد من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانا بالحرة ، حرة واقم ، نزلا فخرج إليهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير ، فقالا : اشخصا يا عدوي الله ، لعنكما الله ، فقال عامر : من هذا يا سعد ؟ فقال : هذا أسيد بن حضير الكتائب ، قال : فخرجا حتى إذا كانا بالرقم أرسل الله على أربد صاعقة فقتلته ، وخرج عامر حتى إذا كان بالخريب أرسل الله [ ص: 208 ] عليه قرحة ، فأخذه ، فأدركه الليل في بيت امرأة من بني سلول ، فجعل يمس قرحته في حلقه ويقول : غدة كغدة البعير في بيت امرأة من بني سلول - يرغب عن أن يموت في بيتها - ثم ركب فرسه فأحضره حتى مات عليه راجعا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية