صفحة جزء
163 - حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا داود بن المحبر قال : ثنا حماد ، عن أبي عمران الجوني ، عن يزيد بن بابنوس ، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نذر أن يعتكف شهرا هو وخديجة بحراء ، فوافق ذلك شهر رمضان ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فسمع : السلام عليك ، فظننتها فجأة الجن ، فجئت مسرعا حتى دخلت على خديجة ، فسجتني ثوبا ، وقالت : ما شأنك يا ابن عبد الله ؟ فقلت : سمعت : السلام عليك ، فظننتها فجأة الجن ، فقالت : أبشر يا ابن عبد الله فإن السلام خير ، قال : ثم خرجت مرة فإذا بجبريل على الشمس جناح له بالمشرق وجناح له [ ص: 216 ] بالمغرب قال : فهلت منه ، فجئت مسرعا ، فإذا هو بيني وبين الباب ، فكلمني حتى أنست به ، ثم وعدني موعدا ، فجئت له فأبطأ علي ، فأردت أن أرجع ، فإذا أنا به وميكائيل قد سدا الأفق ، فهبط جبريل ، وبقي ميكائيل بين السماء والأرض ، فأخذني جبريل ، فاستلقاني لحلاوة القفا ، ثم شق عن قلبي ، فاستخرجه ، ثم استخرج منه ما شاء الله أن يستخرج ، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ، ثم أعاده مكانه ، ثم لأمه ، ثم أكفأني كما يكفأ الأديم ، ثم ختم في ظهري حتى وجدت مس الخاتم في قلبي ، ثم قال : اقرأ ، ولم أك قرأت كتابا قط ، فلم أجد ما أقرأ ، ثم قال : اقرأ ، قلت : ما أقرأ ؟ قال : اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى انتهى إلى خمس آيات منها ، فما نسيت شيئا بعد ، ثم وزنني برجل ، فوزنته ثم وزنني بآخر فوزنته ، حتى وزنني بمائة رجل ، فقال ميكائيل : تبعته أمته ورب الكعبة ، فجعلت لا يلقاني حجر ولا شجر إلا قال : السلام عليك يا رسول الله ، حتى دخلت على خديجة قالت : السلام عليك يا رسول الله " .

التالي السابق


الخدمات العلمية