صفحة جزء
حراسة السماء من استراق السمع لثبوت بعثته وعلو دعوته صلى الله عليه وسلم .

177 - حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال : ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال : ثنا عمي أبو بكر قال : ثنا محمد بن فضيل ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أنه لم يكن قبيلة من الجن إلا ولهم مقاعد للسمع ، فإذا أنزل الوحي [ ص: 226 ] سمعت الملائكة صوتا كصوت الحديدة ألقيتها على الصفا قال : فإذا سمعت الملائكة خروا سجدا فلم يرفعوا رؤوسهم حتى ينزل ، فإذا نزل قال بعضهم لبعض : ماذا قال ربكم ؟ فإن كان ما يكون في السماء ، قالوا : الحق وهو العلي الكبير ، وإن كان مما يكون في الأرض من أمر الغيب ، أو موت أو شيء مما يكون في الأرض تكلموا به فقالوا : يكون كذا وكذا فيسمعونه الشياطين فينزلونه على أوليائهم ، فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم دحروا بالنجوم ، فكان أول من علم بها ثقيف ، فكان ذو الغنم منهم ينطلق إلى غنمه فيذبح كل يوم شاة ، وذو الإبل ينحر كل يوم بعيرا ، فأسرع الناس في أموالهم ، فقال بعضهم لبعض : لا تفعلوا ، فإن كان النجوم التي تهتدون بها وإلا فإنه أمر حدث ، فنظروا فإذا النجوم التي يهتدى بها كما هي لم يزل منها شيء ، وصرف الله الجن فسمعوا القرآن فلما حضروا قالوا : أنصتوا ، فانطلقت الشياطين إلى إبليس فأخبروه ، فقال : هذا حدث حدث في الأرض فائتوني من كل أرض بتربة ، فأتوه بتربة تهامة قال ها هنا الحدث " .

التالي السابق


الخدمات العلمية